مع تفاقم إنتشار فايروس كورونا في العالم وإقليم الشرق الأوسط على الخصوص فإن الجامعات الأردنية مدعوة إستباقياً وتحوّطاً للمبادرة في إطلاق خطط طوارىء بديلة ليتم تدريس الطلبة عن بُعد ومن خلال التعليم الإلكتروني وكل الوسائل المتاحة للتعليم عن بُعد؛ وعزّز ذلك طلب معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي واللجنة الوزارية المخصصة لذلك؛ لكن السؤال القوي هل كل جامعاتنا تستطيع وضع هذه الخطط البديلة للتعليم عن بُعد؟ وهل هي مُهيّئة لذلك وما مدى جهوزيتها:
١. بادرت بعض الجامعات الرسمية والخاصة بإطلاق خطط طوارىء بديلة إستباقياً فيما إذا تفاقم إنتشار فايروس كورونا؛ وتباينت هذه الخطط من لوجستيات وبيئة تعليمية وطرائق تدريس عن طريق شبكة الإنترنت والتعليم عن بُعد وتواصل مع الطلبة ومتطلبات إدارية وفنية وتقنية وغيرها.
٢. على سبيل المثال لا الحصر أطلقت جامعة جدارا ومجالس الحاكمية فيها خطة مدروسة بعناية تقتضي تشكيل لجنة طوارىء تتولى تنفيذ خطة تنفيذية متكاملة وعينت ضابط إرتباط مع التعليم العالي؛ كما وضعت خطة تنفيذية للتحول وتطبيق منظومة التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني مباشرة والتواصل مع الطلبة وفي أي لحظة حال أي طارىء لا سمح الله؛ كما قامت الجامعة بتشكيل لجان متابعة على مستوى الكليات والأقسام وأطلقت برنامج توعوي متكامل لأسرة الجامعة؛ وعززت النظافة للبيئة الجامعية ووزعت الهايجين لحماية أسرة الجامعة؛ كما رفعت جهوزية العيادة الطبية وأسطول النقل واللوجستيات لأي طارىء.
٣. تتباين بالطبع جهوزية الجامعات وبيئاتها التعليمية الإلكترونية للتعليم عن بُعد؛ وربما البعض منها أصلاً جاهز للتحول للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد لو سمحت التشريعات بذلك؛ حيث حالياً لا يجوز أن تتجاوز رُبع المساق؛ كما أن البعض الآخر يعمل على تحسين البيئة التعليمية الإلكترونية لديه وبعضها يملك مراكز للتعليم عن بُعد.
٤. الشبكات واللوجستيات الحاسوبية أيضاً تتباين من جامعة لأخرى؛ كما هو الحال بالنسبة لمقدرة بعض أعضاء هيئة التدريس في بعض التخصصات للتحول بين ليلة وضُحاها للتعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني؛ ولذلك مطلوب تضافر الجهود بين أعضاء هيئة التدريس لمساندة بعضهم لإنجاز المهمة.
٥. في حال تفاقم الوضع للفايروس لا سمح الله وإقتضت الحاجة لإيقاف التدريس في الجامعات وحتى المدارس؛ فإن الخسائر الوطنية ستكون كبيرة للقطاعين العام والخاص وسينعكس ذلك سلباً على جودة التعليم وسمعة الجامعات؛ ولذلك فتحرّك الجامعات إستباقياً جلّ مهم للترتيب للتدريس عن بُعد كي لا تتوقف الجامعات أو المدارس عن ألقها في التدريس؛ ولذلك مطلوب من الجميع هبة وطن لإستكمال ما لديهم من نواقص للتحول لهذا النوع من التعليم كخطة طوارىء بديلة.
٦. مطلوب من كل مؤسسة تعليمية وجامعة ونحن في زمن الألفية الثالثة أن يكون لديها إجراءات إحترازية ومؤسسة تعليمية أخرى افتراضية تدار عن بُعد إلكترونياً من خلال التعليم عن بُعد والأقراص المدمجة وشبكة الإنترنت والمنصات الإلكترونية المختلفة ووسائل التواصل الإجتماعي والمواد الإثرائية الرقمية على متاجر أندرويد وأبل وروابط اليوتيوب والمحطات التلفزيونية وغيرها.
٧. مطلوب التحول الرقمي المبرمج وليس الفزعوي لغايات عدم الإرتباك أو التلكؤ عند أي طارىء؛ ومطلوب توزيع الأدوار بتشاركية ليعرف الجميع ويؤمن بأن العمل المؤسسي بالتعليم ممنهج وليس طارىء أو دخيل لأننا لم نعد نمتلك ترف الوقت.
بصراحة: في حال تفاقم تأثير فايروس كورونا لا سمح الله تعالى فإن أي تعليق للدراسة دونما أدنى إستعداد للمرحلة البديلة في التعليم عن بُعد فإن ذلك سيؤثر على سمعة مؤسسات تعليمية غير مستعدة لذلك بعينها وكما سيؤثّر على جودة وسمعة التعليم في الأردن؛ ولذلك مطلوب متابعة حثيثة وإستعدادات جدية وفق خطط واقعية إحترازية بديلة لذلك؛ ومطلوب شفافية مطلقة بين الجامعات والوزارة لتقييم أوضاع جامعاتهم بخصوص التعليم عن بُعد؛ ومطلوب أن نضع مصالح أبناءنا وبناتنا الطلبة أولاً في مسائل الرقابة والمتابعة والتعليم والوقاية وغيرها؛ ومطلوب أيضاً إصدار تشريعات ناظمة للتعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني؛ وحفظ الله الوطن وأبناءنا الطلبة من كل مكروه.