في أي الميادين جندنا أنفسنا ؟ ولصالح من ؟ ولأجل ماذا ؟؟
ليس الجندي هو الذي يرتدي زيه الرسمي واقفا على الحدود يدافع عن وطنه ضد الأعداء فحسب .. فلكل مجال جنده ... ولكل جندي ميدانه وثغره الذي يدافع عنه .. وبيده سلاحه وأدواته .. و له أدواره ومهامه المنوطة به .
فالطبيب جندي مجند في مستشفاه والممرض أيضا .
،والمعلم جندي مجند في مدرسته . والأب مجند لحماية أسرته والأم أيضًا .
حتى عامل النظافة والبائع والصانع والسائق والكاتب والإعلامي والمثقف والمخترع والعالم ... إلخ
كل على حد سواء مجند لخدمة وطنه إن اتقن عمله وأخلص في أدائه ،مستخدمًا أدواته على الوجه الأكمل
والأرواح جنود مجندة تتآلف وتتنافر ، ومخلوقات الله جنود مجندة حتى مما لا يرى بالعين المجردة ومنها ما يرسل لإيقاظ الغافل و للعظة والاعتبار أو العقاب .
فليسأل كل منا نفسه :- ماذا فعلت بوظيفتي التي كلفت بها ؟ وكيف أديت مهامي ؟! ومن ابتغيت في علمي و عملي؟
و لعل كورونا وضعنا جميعا أمام أنفسنا .. متحديا الجميع .. قائلا :-
ماذا فعلتم بخطط الغد ؟ وماذا جرى لبرامج اليوم ؟
هل تمكنتم من العيش بدون الكثير من الأمور التي حسبتموها من الأولويات ؟!
هل اكتشفتم أنفسكم وأهليكم من جديد ؟!
هل راجعتم أولوياتكم وعرفتم كم أهدرتم من نعم كانت بين أيديكم ؟؟
كم هي فرصة سانحة كي نعود إلى بارئنا .. نستشعر قربه ونرجو رحمته .. نستمتع بنعم الله علينا في بيت آمن ، وأسرة محبة ، و وطن معافى قوي قادر على حمايتنا ، بعلم نافع .. وقلم واع نسخره لخدمة قضايانا دون إسراف ولا إسفاف ولا تسفيه ولا تشويه .ولا طمع ولا شجع .
ليتحمل كل منا واجباته ويؤديها على أفضل ما يكون فكلنا جنود لابد من أن نسخر طاقاتنا وإمكانياتنا لخدمة البشرية جمعاء بداية من أسرنا ومجتمعنا و دولتنا لنكون بشريين نستحق الحياة على هذه الأرض وعمارتها بما يرضي الله عنا ليعطينا يرضينا .