الحرب الكونية الثالثة جائحة الكورونا أثبتت ان السلاح التقليدي والمتطور والبارجات والأساطيل والصواريخ العابرة للقارات و تكنولوجيا الإتصالات المبهرة و شركات أبل و سامسونج و أنظمة الأندرويد و الويندوز كلها فشلت في مواجهة هذه الجائحة التي اجتاحت العالم ، و وقفت امامها الدول العظمى مستسلمة رافعة الرايات البيضاء معلنة هزيمتها، حيث يتمنون شعوب هذه الدول الآن بأن تكون كل حاملة طائرات مستشفى، كل بارجة مسلحة مختبر، كل قنبلة نووية لقاح، كل دبابة جهاز تنفس اصطناعي، بل يتمنون أن الأموال الضخمة التي تم إنفاقها على التطوير الحربي لو أنه تم إنفاقها على التطوير الطبي العلمي و الخدماتي! و لكن هيهات و قد مضت عشرات السنين و دول العالم العظمى مشغولة بالوقت و المال من أجل تطوير عسكري أحمق لم يجلب سوى الدمار و المآسي للإنسانية ! ولم يكن أحد بتاريخ هذه الدول العظمى على درجة من البصيرة بافتراض أن كوكب الأرض قد يتعرض لغزو خارجي غير بشري و يستعدوا له! مع العلم أن هناك تجربة سابقة ليست ببعيدة هددت الجنس البشري قبل مائة عام و هي الإنفلونزا الإسبانية والتي قضت على خمسين مليون إنسان و أصابت نصف مليار إنسان و لكن لم يأخذوا بها للأسف بسبب ضعف رؤيتهم و شغفهم الهستيري بتصنيع الآلة العسكرية بشكل مبالغ فيه لأبعد الحدود!
فهل يصحو العالم بعد الهزيمة ويدرك ان التوجه لدعم البحث العلمي العلاجي و الوقائي والرعاية الصحية والمؤسسات العلمية و الثقافية والاعلامية هو السلاح الأمضى لحماية الأمم و الحضارة الإنسانية ؟ بل و هو الوسيلة الناجعة لتقدم الجنس البشري و تقاربه الحضاري و الإنساني؟
ومن هنا ادعو مملكتنا الأردنية الهاشمية الحبيبة ودولنا العربية ودول العالم كافة لتوجيه إمكانياتها المالية الضخمة وخبراتها الفنية لدعم تنفيذ خطط وبرامج تخدم الانسانية وتطور سبل التعاون الدولي في تلك المجالات و أدعو دول العالم العظمى بالتسلح بأن تتوقف عن ضخ الترليونات لصنع و تطوير الآلات الحربية التي يطورها الإنسان ليقتل أخيه الإنسان والتي لم و لن يستفيدوا منها قيد أنملة في مواجهة كوارث كوكب الأرض!
و من هذا المنبر ندعو إلى إنشاء مركز أبحاث و تطوير دوائي متقدم في عاصمتنا الحبيبة عمان حيث أثبتنا للعالم بأننا أقوى دولة على الكوكب تتعامل مع الكوارث البيئية التي تهدد البشرية بفضل الله قبل كل شيء و بوعي الشعب الأردني و حسه العالي بالمسؤولية و بحكمة قائدنا و مليكنا أبا الحسين أطال الله في عمره و الذي يجسد العبقرية الملكية في الوعي و التخطيط و الضمير الإنساني.