المخاليط تنتج عن مزج أكثر من مادة مع بعضها لتحتفظ المواد بصفاتها ويسهل فصلها عن بعضها، بيد أن مزج المواد في المحاليل لا يمكن فصلها بأساليب ميكانيكية، والمخلوط المتجانس يعتبر محلولاً، وهكذا هي الصفات اﻹنسانية والتربوية تتباين بين المحاليل والمخاليط؛ وتجسّد ذلك أيضاً في زمن كورونا حيث التقارب الأسري أحياناً والتباعد أحياناً أخرى كنتيجة لظروف الجائحة:
1. تربية اﻷلفية الثالثة: مخلوط من مواد التكنولوجيا العصرية والخليويات واﻹنترنت والفضائيات واﻷجنحة السكنية وضغط اﻷقران وفقدان لبعض القيم لينتج محلول عجيب غريب صعب النمذجة! لينتج عنه فقدان لبعض مفاصل منظومة القيم.
2. تربية الشوارع: مخلوط من رفاق السوء وضغوطات للتدخين والتعاطي والتشحيط والتعفيط والمعاكسة وغيرها لينتج محلول لا للوالدين عليه كلمة؛ لينتج عن ذلك إنحرافات عواقبها وخيمة.
3. تربية الخوف: مخلوط من اﻹرهاصات والتعذيب والتهديد والوعيد لينتج شاب مضطرب ومهزوز؛ لينتج عن ذلك علاقات أسرية غير متوازنة دون صحة نفسية مستقرة.
4. تربية الحوار: مخلوط من الرأي والرأي اﻵخر والتعبير عن الرأي والحرية المسؤولة لينتج شباب متمكن ومؤمن باﻹصلاح؛ لينتج عن ذلك شباب مُنفتح ويمتلك مهارات العصر في التواصل والإتصال.
5. تربية الثقة: مخلوط من التحصين والرقابة الذاتية والتغذية الراجعة وقصص النجاح لينتج شباب يمتلك رؤية؛ ولينتج عن ذلك شباب واع ومتميز ومبدع.
6. تربية الدلال: مخلوط من المادة والمال والسيارات والملابس والطلبات المستجابة لينتج شباب الدلاعة والطنطات؛ ولينتج عن ذلك شباب تابع لا مسؤول.
7. تربية التحدي والتميز: مخلوط من اﻹعتماد على النفس واﻹبداع واﻹبتكار والفرص اﻹقتصادية والتنافسية؛ لينتج عن ذلك شباب منتجين أصحاب شخصيات قوية لا عالة على المجتمع.
8. القائمة تطول ﻷنواع التربية في هذا الزمان والتي تتباين بين اﻹيجابية والسلبية، لكن النتائج هي الفيصل.
بصراحة: تتباين التربية لشباب اليوم وفق خلطات المواد التي تدخل فيها، تماما كالطبخات والمواد والبهارات وتنوعها والتي تنتهي لذوق ونكهة مختلفة، والمطلوب خلق جيل مبدع حواري واثق من نفسه واع لما يدور حوله ليمتلك أدوات العصر والتكنولوجيا بعيداً عن الخوف والمسكرات والمخدرات والدلال وغيرها؛ ولتكون النتائج لتربية الشباب بعد زمن كورونا صوب الأفضل والأمثل.