قصر المعتمد بن عبّاد أو قصر إشبيلية أقدم القصور الملكية في أوروبا بأيادٍ مسلمة. يعدّ القصر أقدم قصور الحكم في أوروبا، لأن الأسرة الملكية ما زالت تستخدمه حتى الآن. شيّده المسلمون في القرن الحادي عشر الميلادي، ويسمّى بقصر المعتمد بن عبّاد نسبة لآخر ملوك بني عبَّاد في الأندلس، الذي كان ملكًا لإشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف قبل أن يقضي على إمارته المرابطون .
يقع القصر قرب الكنيسة الكبرى في مدينة إشبيلية وفي جنوبها الشرقي، وواجهة مدخله من بقايا قلعة إسلامية أندلسية قديمة، متميّزًا بفنه المعماري الفريد الذي يعود للمعمار الإسلامي الأندلسي، تتزين جدرانه بنقوش الخط العربي وزخارف إسلامية وأعمدة من الرخام الأبيض الصافي، والأقواس التي تميز العمارة الإسلامية في المشرق العربي، يُنسب بناؤه إلى بطرس القاسي، وسجلته اليونسكو عام 1987 كموقع تراث عالمي.
وتحمل إحدى أعمدة القصر الرخامية ذكرى حاكمه المعتمد بن عبّاد، ويعد القصر أحد أكثر المعالم السياحية زيارة في إسبانيا كل عام، وكان أول ما بُني فيه هو بهو السفراء، وكان يسمى بالمورق، وينقسم القصر إلى: باحة الوصيفات، والطابق الأرضي والطابق العلوي.
وفي باحة الوصيفات هناك أسطورة تقول إن المسلمين طالبوا بـ100 فتاة عذراء كل سنة كجزية عن الممالك المسيحية في أيبريا، أما الطابق الأرضي فيبدو في معظمه أندلسيًّا، إسلاميّ الأصل، رغم إضافة أبنية حديثة من إنشاء ملوك إسبانيا. ويتألف هذا الطابق من عدة أفنية وباحات، ولكل منها اسمه الخاص، مثل: قاعة العدل، وفناء الصيد، وفناء العذارى، وبهو كارلوس الخامس، وبهو السفراء، وجناح فيليب الثاني، وفناء العرائس، وجناح الملوك الأندلسيين، وجناح الملوك الكاثوليك.
بينما بنى الملوك الإسبان الطابق العلوي تقليدًا للطراز المعماري الأندلسي، ما جعله يحاكي الطابق الأرضي، ويتألف من مصلى الملوك الكاثوليك، وبهو الملوك، وجناح الملك بيدرو، وفيه غرف وأبهاء عدة فُرِشت جميعها بالأثاث الفخم، وزُينت جدرانها بصور بريشة كبار الفنانين، كما كُسيت جدرانها كلها بالقيشاني الملون ونُقشت عليها نقوش عربية مختلفة مقلدة.