الانظمة الشمولية في العالم تحمل فنائها في داخلها – لهذا لانبالغ اذا قلنا ان معظم الانظمة والاحزاب السياسية الشمولية في بلادنا العربية كانت سبب مباشر في جلب المصائب والمأسي لنا – فالاقصاء والسجن والاغتيالات والقتل في المهجر والتهجير القسري مصير كل من يحاول ان يقول – لا - لسياستها حتى ولو في المجال الرياضي والترفيهي – حتى لو كان هذا الشخص من اخلص الناس قولا وفعلا لهذه الانظمة – لهذا فالانظمة الشمولية لاتؤمن بالراي الاخر ولا بالتعددية ولا بتداول السلمي للسلطة فهي تريد حكم البلاد والعباد – من المهد الى اللحد – بالقوة لا بالمنطق - هذه الانظمة التي ثبت مع الايام - مدى هشاشتها وخوائها اثناء – موجة الربيع العربي – هذه الهيمنة الشمولية ماعادت تستطيع التدليس والعيش في ظل التحولات المحلية والدولية وفي ظل الانفتاح الفكري العالمي وفي ظل التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال والتواصل الالكتروني والاجتماعي الاممي على ثورة المفاهيم الحديثه واليات فرضها بقوة المعاهدات والدولار والقروض والمنح الخارجية من حقوق المرأة والطفل والانسان وحرية التعبير وحرية الصحافة والاعلام العابر للقارات والاوطان والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية حتى اصبحت بعض منظمات المجتمع المدني تعطل برامج المساعدات لبعض الدول نتيجة لممارسات خاطئة ضد الانسان . ان وجود ثقافة المعارضة الوطنية في اطار الدولة هو اثراء للمشهد السياسي الوطني والعالمي وهو قوة للانظمة التي تثق في قدرتها على ادارة شؤون الدولة – فوجود المعارضة مظهر صحي في الانظمة الديمقراطية بل هو ضرورة اساسية لاستكمال العملية السياسية ولاتكتمل العملية السياسية دون وجود قطب المعارضة من اجل تحريك الفعل السياسي – لقد علمتنا الحياة بان مادة الحياة لاتكتمل الا بالثنائية المختلفة – الرجل والمرأة – السالب والموجب – الزائد والناقص – الليل والنهار –فاذا كان الكون المشهود - لايسير الا بالثنائية فلماذا يعطل بعض البشر سنة هذا الوجود !؟ لما نحن البشر نعطلها ونعمل عل قمعها واستئصالها من جذورها من الوجود !؟اليس هذا هو الخسران المبين ! لقد رسخت الانظمة الشمولية في بلادنا العربية ثقافة الاحادية في كل شىء لهذا تكرست في داخل مجتمعاتنا نزعة الروح الانفصالية – القبلية والعرقية والدينية والطائفية والمذهبية فاصبحنا – اسوأ امة اخرجت للناس – نعيش في ذيل القافة وعلى فتات الغرب من الغذاء والدواء والصناعة - شعوب تعرف كيف تستهلك كل شىء ولاتساعد في عملية الانتاج شعوب عالة على المشهد الحضاري والانساني – الثقافة الشمولية انهكت البلاد والعباد لهذا علينا الان افراد وجماعات النضال السلمي تجاة بناء الثقافة التعددية في اطار وحدة الاوطان مدارسنا جامعاتنا دور العبادة مساجدنا كنائسنا العمل لتعزيز ثقافة المعارضة واحترام الراي الاخر من خلال الحوار من اجل بناء ثقافة جديدة تؤمن بالعمل والانتاج والابتكار والابداع تؤمن بالراي الاخر المعارض كجزء اصيل في حياتنا اليومية وليس عمل طارىء على الفعل السياسي نهج الديمقراطية والاعتدال لبلورة صورة جديدة للنظام السياسي العربي يخرج من بين صلب المعاناة والنضال السلمي الى الحياة اكثر قوة واكثر نضوج ولنكبر اربع تكبيرات على الانظمة الشمولية وثقافتها واصحابها بعد اليوم ولنرفع شعار – المعارضة ضرورة كقيمة سياسية ديمقراطية لاجل تقويم الاداء والتاشير على عمل الحكومات فيما اذا اخفقت او انحرفت بوصلتها عن جادة الصواب - لهذا فالمعارضة في حياتنا ضرورة حتمية وليس ترفا سياسيا وليست من اجل اذكاء الصراع بل هي تنافس وطني شريف لخدمة الصالح العام .