الكلمة تبني وتهدم، تجرح وتعصب، تضيء آفاقاً وتُسّود عالماً، تبني جسوراً وتشكل جدراناً. هكذا هي قوة الكلمة، فللكلمة قوة أقوى من حدِّ السيف، فهي قادرة أن تمزّق أعماق الإنسان ما لا يقدر السيفُ أن يفعَلَه.
لذلك علينا أنْ نَحرِصَ على كلِّ كلمةٍ تخرجُ من أفواهنا، وأخطر شيء هي الوشاية أو تزييف الحقائق وتشويهها. فكم دُمرت بلداناً بنشر أخبار زائفة ملفقة، وأصابَ الضررُ الكثيرَ من البشر من جراء كلمة أو كلمات غير دقيقة أو ملفقة. ولذلك فالإعلام اليوم من أخطر ما يمكن أن يتناولُهُ المرءُ كونُه يجرح إذ أسيء استعمالُهُ أو تم توظيفُهُ لأغراضٍ مضللِّة. وخفافيش الظلام تعرف قوة الكلمة المضللِّة عندما يتم نشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومن الغرف المعتمة.
ومهما تطورت أساليب نقل الكلمة بتطور التكنلوجيا الحديثة تبقى للكلمة القوى الأساس في التأثير في حياة الناس والشعوب، لذلك علينا أن نراعي دقة كلمتنا وصدق معلوماتنا لنبنيَ أجيالاً متنوِّرَة مستنيرَة قادرة على مواجهةِ تحدياتِ العصر ومستجداته.
ومن يتبوأ سلطة عسكرية أو مدنية أو دينية يعرف ما للكلمة من قوة وتأثير على سامعيها، فللكملة قوة وسلطان كبيرين في الأتيان بمضمونها. وهذا ما أيقنه قائد المئة عندما قال للسيد المسيح " قل كلمة فقط فيبرأ غلامي"، وما يقصده هو ليس أية كلمة بل " الكلمة". وعندما يقول الله كلمتُه فهي أقوى من كلِّ كلمةٍ بشرية، فإنْ كانت السموات والأرض قد صُنعت بكلمة الله فكم بالأحرى تكون قوة كلمته اليوم في إنجاز إرادته.