*التعليم الرديء أسوأ من الأمية، لأنه يوهم بالقدرة و هو عاجز ، و يصبح مصدرا لنشر الأمراض الإجتماعية* مقولة منسوبة للإعلامي السعودي عبد الحمن الراشد، قرأتها في ظهر مقال للدكتور نادر صالحة من فلسطين الحبيبة، تحت عنوان (أنا عازمك)… ويسرد فيها تواجده بصحبة مشرفه في جامعة ستانفورد الأمريكية؛ وهي الجامعة التي حصد طلابها واساتذتها 83 جائزة نوبل و27 تورينج (جائزة مكافئة لنوبل في الحاسوب)، خرج منها 27 رائد فضاء.
تعتبر المؤسسة البحثية الأولى في العالم في تمويل المشاريع الناشئة start-ups.
هذه الجامعة وراء 5.4 مليون وظيفة كما تعتبر في مقدمة الجامعات "المنتجة" لأعضاء الكونغرس، ميزانيتها 6 مليار دولار، واجمالي اصولها 26 ملياراً. نسبة القبول فيها أقل من 5% من المتقدمين سنوياً، ويضيف أنه أثناء تجواله مع مشرفه أستغرب تواجد أطفال تحت 10 سنوات بصحبة بالغين متأنقين، وحين سأل مشرفه عن سبب تواجدهم في حرم الجامعة، رد بأنهم في الغالب أبناء يهود يأتون بهم ليسكنوا مع ذويهم ذاخل الحرم الجامعي ويتجولون في مرافق الجامعة ومختبراتها، ليس من أجل النزهة ولا البوظة الزاكية..! ولكنهم يزرعون في رؤوسهم وقلوبهم.. أنَّك هنا ستصير ما تريد
هم هنا بصحبة اساتذة الجامعة، يدخلون قاعاتها، مختبراتها، مكتباتها، يجلسون ويتحدثون مطولاً مع كبار أساتذتها وبعضهم يحمل نوبل والحديث حول قضية واحدة وسؤال واحد؛ عن حلم كل واحد منهم وماذا يريد أن يصنع في هذا العالم، وماذا سيصنع هو للعالم !! والكلام للدكتور صالحه ويضيف؛ لا تستغرب عزيزي.. هكذا يستثمر هؤلاء في أولادهم وأقول حرفياً "يستثمرون" بمعنى يستثمرون ولهذا السبب هم ناجحون في أعمالهم، لامعون، يتبوأ كثيرٌ منهم مراكز عليا ومتقدمة في البنوك والمصانع والجامعات والإعلام والذكاء الاصطناعي والشركات ومختلف الأعمال سريعاً، ليس لأنهم يهود بل لأنهم خريجو جامعات عريقة مثل هذه الجامعة، بيركلي، ييل، هارفارد، اكسفورد، برينستون، كولومبيا والـMIT تجعل من رأسك عقلاً فتاكاً .. صدقني وضع الأولاد في هذه الجامعات قضية مصيرية لهؤلاء… إنتهى الإقتباس.
هنا أستوقفني المشهد، نحن نستثمر أيضا في أبناءنا، ويدخلون ويتخرجون من الجامعات، بعضهم من جامعات غربية عريقة، وبعضهم من جامعات نص نص، وبعضهم من جامعات تحت المستوى المطلوب، لكن القضية الكبرى هي إختلاف الهدف، هم يبحثون ماذا ستصنع لهم الجامعة وماذا سيصنعون للعالم… الهدف كبير...أما نحن فبالغالب، نبحث عن شهادة جواز سفر..! نُحَمل الوطن جميله اننا نحمله، ونسأل الوطن ماذا سيصنع لنا… دون جهد يذكر منا( معتمدين على الواسطة والمحسوبية والتوريث دون أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا للوطن وللعالم) نعم قد تحمل تعليماً وشهادات عليا، لكنه تعليم سيء بالغالب، وكما ذكر صاحبنا عبد الرحمن الراشد التعليم السيء أسوأ من الأمية، لأنه يورث الوهم بالقدرة للعاجز، ويصبح مصدر للأمراض الإجتماعية، وما أكثرها في أيامنا، فلا تستغربوا أمراض مجتمعنا وأخص المجتمع الأكاديمي؛ لأنني أعيش فيه وأرى كل يوم أسوأ الأمراض الإجتماعية تتجلى في أشخاص الكثير من الرؤساء والمرؤوسين، ظلم، تجبر، مكائد، كذب، نفاق، تزلف، جبن خسة إنعدام شخصية، تذلل، وغيرها… بحيث أصبح الأمر طبيعي ولا أحد يستطيع أن يقول لا للغلط، فلا الرئيس واثق يحتمل النقد، ولا المرؤوس شجاع يستطيع النقد، وتسيدت نظرية؛(عيش جبان بتعيش مستور)، هذا هو حالنا، حتى في جميع مؤسساتنا، ومجتمعنا، فلا تستغربوا يا رعاكم الله أمراضنا الأجتماعية، لأن السبب التعليم السيء، ولو حصلنا على تعليم جيد وتحملنا المسؤولية وكان الهدف واضح، لما ذهبنا مذهبنا الذي نعيشه من فقر في الأخلاق حد الإنحطاط، وسوء في التعامل، نعم الأمية على علاتها أفضل ألف مرة من التعليم السيء، ألأمي بسيط يعيش على طبيعته وفطرته، والتعلم السيء ينتج شياطين متعلمين يبثون أمراضهم النفسية في كل إتجاه،
راجعوا النظام التعليمي، راجعوا ادواتكم، راجعوا مبادئكم، وحين نرى الأطفال يتجولون بحرية في جامعاتنا مع الكبار، ولا يلاحقهم رجال الأمن الجامعي، عندها سأقول نحن بخير… تعلموا من الآخرين كيف وصلوا، وكيف تسيدو العالم، ونحن ما زلنا متقوقعين تسكننا عقدة النقص، وأمراض نفسية إجتماعية تنخرنا حد العظم… لست سوداوياً، ولكن الحال مائل حد الإنكسار… حمى الله الأردن.