حظيت زيارة سمو ولي العهد للمسجد الحسيني الكبير بإعجاب واسع النطاق, كونها تحمل رمزية دينية مقدسة, تعود بنا إلى جذور وتاريخ قبيلة قريش التي أكرمها الله وفضلها على قبائل العرب, جعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منها, والنبوة فيهم, ولهم الحجابة والسقاية, وأن الله نصر قريش على أهل الفيل, وأنزل فيهم سورة من القران الكريم, جعل لهم حرماً آمناً وبيتاً حراماً, هي سلالة مميزة, ماء مسكوب, نبع عذب جاري لا ينقطع.
"حب العرب إيمان وبغضهم نفاق" لأن العرب اجتمع لديهم الفطرة السليمة, مع هدى الله, فاجتمع الكمال مع القوة, فالعرب أفضل جنس البشر, قريش أفضل العرب, بني هاشم أفضل قريش نسباً ونفساً وبيتاً, هذا الفضل يعود للعلم والعمل, يعود لما اختصوا به من العقول والألسنة والأخلاق والأعمال.
ولي العهد رافع راية المبادئ والقيم الموروثة التي قامت عليها الدولة, دينياً وإنسانياً وتاريخياً, يحمل رسالة أجداده من آل البيت, يتطلع نحو تلك الصفحة المضيئة, يكتبها بقلم الفعل والأصالة, اختصه الله بقلب حافظاً, وبياناً واضحاً, وعبارة فصيحة, إذا تحدث أبلغ وأقنع وأمتع, وإذا صمت زاد هيبة ووقار وجلال, حي الضمير سيد الأخلاق.
الثقافة هي هوية الفرد والمجتمع والدولة, ولي العهد يمتلك رصيداً واسعاً من الثقافة الحديثة, وامتداداً كافياً من الأفكار المعاصرة, التي تستثمر العقول, وتثري الروح, يجد مجاله في بناء مؤسسات معرفية تشجع الإبداع تدعوا للابتكار وترعى المتفوقين, تتخطى مراحل التردد والانتظار, كل هذا يجد صدى في المجتمع, يؤثر في مشاعر الناس, يجسد نبض الأغلبية, لأنه يحمل صورة ولي العهد المشرقة.