عندما نراقب ونتابع ما حدث لبعض الاقطار العربية من حولنا وفي وطننا العربي ، مهد الحضارات والعلم والرقي والثقافة ، من دمار وخراب وفساد ونهب وسلب ، وافقار ، وجوع ، وتخلف ، وتشرذم ....!!
هذا المشاهد المؤلمة والكارثية واللاأخلاقية ، لن ولا نقبل بها مهما كان الثمن .
لن نقبل العبث في امننا واستقرار وطننا .
لا مكان لنا في أرض الله الواسعة أجمل من وطن آمن، نختلف معا ، نسب نشتم نهاجم ننتقد نطالب بالإصلاح، هذه أمور طبيعية وحق لكل مواطن .
أما أن نحاول خلق فتنة واعتصامات وثورات، ونصب الزيت على النار في وقت عصيب ، من أجل اجندات خارجية ، فهذا غير مقبول ومرفوض.
نعم ، لقد طال الإصلاح وانتظرنا كثيرا ، وأصبح مطلبا ضروريا وليس ترفاً اجتماعيا ، واستشرى الفساد ، وأفرزت جائحة كورونا مزيدا من الكوارث والأزمات ، وزادت آلام الناس وأوجاعهم ، ولا أحد ينكر ذلك ..
ولكن علينا جميعاً أن نعلم أننا نختلف اختلافاً كلياً عن سائر الدول العربية الأخرى ، والسؤال كيف ، ولتوضيح مدى الاختلاف ، فهناك عدد من الامور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي :
- معظم رؤوساء وقادة الوطن العربي ، قد تلوثت اياديهم بدماء شعوبهم او زجهم وراء قضبان السجون والتفنن بتعديبهم ، عندما طالبوا بالحرية والاصلاح ، والشواهد كثيرة والسجون ما زالت تحفر في ذاكرتها العديد من اسماء ورموز وطنية وغيرها.
- يخلوً الأردن من السجون السرية ، والاعتقال التعسفي ، والمقابر الجماعية...
- الهاشميون ، على مر التاريخ والعصور ، يشهد لهم القاصي والداني بطهارة ايدهم..
- لدينا حرية التعبير والرأي..والبعض قد تجاوز الحد.
- رأس الدولة ينادي بالإصلاح ويطلق سلسلة من الأوراق النقاشية لتجسد رؤيته للإصلاح ولحكمه وعلاقته مع شعبه .
- رأس الدولة يحرص دائما على لقاء الشباب والاهتمامهم بهم ، باعتبارهم رافعة شعبية تسانده في المضي بالإصلاح نحو مستقبل وأردن مشرق .
- هناك التفاف شعبي منقطع النظير حول القيادة الهاشمية ، وفي الأزمات يظهر هذا الالتفاف بأجمل صوره.
- لا بديل ولا بديل عن العائلة الهاشمية ، وهذا ليس رأيي الشخصي بل كل من يعيش على أرض الأردن ، وروي من مياهه، من شتى المنابت والأصول .
- الاردن رغم امكانياته المحدودة ، فقد تحمل العديد من الهجرات القسرية؛ مما زاد عليه عبئا تنمويا كبيرا وضغطاً على البنى التحية ومرافقه العامة.
- الأردن صمد أمام الغطرسة الاسرائيلية ، ودافع عن حقوق المسلمين والمسيحيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .
نعترف بأن ايامنا ليست قمرا وربيعا، ولسنا على ما يرام ، وكلنا يحلم أن يعيش بوطن يحفظ له كرامته وانسانيته .
- كلنا يحلم بمسؤولين على قدر من الكفاءة والمهنيه
ووضع الرجل المناسب في المكان للمناسب .
- كلنا يحلم بمؤسسات وطنية ، تعمل على ارتقاء الخدمات والعمل بروح الفريق والتشاركية ، وترعى مصالح الوطن لا المصالح والمنافع الشخصية .
- كلنا يحلم بمؤسسات وهيئات وحكومات تحترم دور السلطة الرابعة وتعي أهميتها ، ونرى خلف القضبان الفاسد وليس صاحب الكلمة والرأي..
- كلنا نحلم بوطن يحترم العقول المبدعةً والكفاءات، وأن يوفر بيئة جاذبة لا طاردة لهم .
إن الوطن لم يأت بالصدفة وليس رهنًا للظروف ، ولكنه رهن الانسان ومواقفه وما يبذله من جهد واخلاص وتفان في عمله، ومن أجله يبذل الغالي والرخيص ، إن الوطن الذي بناه الاجداد بسواعدهم وفي ظل ظروف صعبة وقاسية ، لم نفرط به ..