جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد فقد إحدى عينيها يشتكي من فعل به ذلك وقد اشفق الصحابة رضوان الله عليهم على هذا الرجل وتوقعوا أن يحكم عمر بن الخطاب له ولكن عدل عمر رضي الله عنه جعله يقول: أنظروا إلى المشتكى عليه فقد يكون قد فقد كلتا عينيه.
لا تحكم على الأشياء قبل أن تمتلك الحقيقة كاملة ولا تؤمن بنصف الحقيقة وتهمل نصفها الآخر فالاستماع إلى الطرفين هو واجب شرعي وليس تكذيب لطرف دون آخر.
فالقاضي العادل الذي يخشى الله في حكمه مهما كانت قوته التي يمتلكها عليه أن يقف على مسافة واحدة من المتخاصمين حتى لا تدخل الشبهة في حكمه.
غياب الحقيقة كاملة هو محفز لنا للبحث عنها اما ذكر نصفها فهو أخطر لأنه يغلق الباب اما الباحثين عن نصفها الآخر.
فلنضع تقوى الله نصب أعيننا عند اصدارنا للأحكام على الآخرين وان لا تأخذنا العزة بالاثم ... فالدنيا لن تغني عن الآخرة.