اشغل حدث دخول طالبان لكابول الاحاديث الاعلامية وكان حديث الصحافة العالمية وغاص المحللون فى خبايا التحليل فمنهم من قال ملعوبة وآخر من وصفها بإلارادة الواثقة الحتمية واخذت صورة كابول كل صورة المشهد العام ولم يستطع مشهد سياسيى او حتى اقتصادي من التغطية على هذا الحدث الاستراتيجي الهام الا عندما جاء من جنين خبر يقين لحدث عظيم واعلنت اسرائيل خبر هروب الاسرى من سجون الاحتلال فى جنين مما جعل من هذا الخبر الانساني يكون الخبر الاول فى الصحافة العربية والدولية وبدات منصات التواصل الاجتماعي ترسم صورة هذا الخبر وتحلل ماهيته وابعاده واخذ هذا الخبر يحمل صفة التعميم الذاتي للمكانة العميقة للقضية الفلسطينية كونها تشكل آخر احتلال واستعمار عالمي وكما للسيناريو الذى جاء مع كيفيته خروج اسرى جلبوع والهندسة الهروب.
ولان لهذه القصة سيناريو مفعما بالتفاصيل واحاديث تصلح لتكون رواية فى هوليود وحوار تختلط فيه المشاعر الانسانية مع احاسيس التدابير الامنية وكما تتجانس فى مناخاته خلطة الارادة وقيم الحرية فتحقق انتصارا على سطوة الاحتلال وجبروت السجان وكما تتبارى عبر هذا المشهد الدرامي العلوم المعرفية التى جاءت مع غطرسة الانغلاق والعلوم الهندسة التى استخدمها السجان لتحصين المبنى وان كان تم تصميمة فى ايرلندا لكن ارادة الحرية كانت اقوى وتفكير الخروج كان اسلم والهام الهروب كان اذكى من كل ما تم استخدامه فان ارادة الحق هزمت جبروت القوة.
مما جعل المشهد ياخد ابعاد تحليلية ان العلوم التى استخدمها اسرى فلسطين فى الهروب من معتقل جلبوع ما زالت لم تكتبها الكتب الهندسية ولم تذكرها الكتب الامنية وليس لها مراجع فى جامعة ذا سيتي الأمريكية ولا فى كلية ساند هيرست البريطانية لكنها كانت صناعة عربية فلسطنينية وسيكون للنظرية العلمية التى استخدمها اسرى الحرية فى جلبوع نظرية عملية خاصة بهم سيتم تدريسها فى الكتب الامنية وكما فى المناهج المعرفية الاسراتيجية وفى وضع الخطط العلمية والامنية التى تحسب الوقت والزمن والمساحة والمسافة فتحقق علمية زمن الخروج الامن على الرغم من كل الحصار الوجاهى والامن السيبراني الذى عرف فيه هذا السجن الذى كان يعرف بالخزنة لما يحويه من مستوى تحصين فى نظم الابنية واسوار عالية ونماذج الكترونية متطورة اضافة كاميرات مراقبة واجهزت تنصت دائمة وكلاب بوليسية مدربة وطبيعة طبوغرافية تم اختيارها لمكان هذا السجن بدقة لكن للارادة كلمة قالتها بعظمة التخطيط وعنونتها بالصبر فنالت النصر.
القائد زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى فى الضفة كان له كلمته ورفاقه فالمهندس محمود عبدالله عارضة ومحمد عارضة ويعقوب قادرى وايهم كممجي ويعقوب نفيعات اختاروا وصفا وظيفيا لهم وتقاسموا ادوار العمل بشكل اعجازي وهو ما جعل من المستحيل ممكن وجعل قسم عملية الخروج آمنة فكان ان قادوا عملية الهروب بكل دقة هذه العملية التى خللها مسوحات امنية مسحت السجن واختارت المكان كما اختارت مكان الخروج وتوقيتاتة واخذت ترسم عبر تواصل عملياتي مشترك مع الخارج المشهد واحداثياته وكما استخدمت رسائل بسيطة كانت مانعة لشفيرات بيغاسيوس المتطورة وهذا ما جعل من وزير الدفاع غانتس ورئيس الشاباك ارغمان يقفون فى لحظة ذهول امام هذا العمل البطولى الانساني الفدائي الذى تم تنفذه وسيبقى يكون ما دام هنالك محتل وما زالت هنالك ارادة صلبة تقف على الحق وتقام من اجل الحرية والاستقلال فاذا الشعب اراد الحياة فقيد حكما سينكسر هذا ما بينة ابطال فلسطين فى جلبوع.
ندعو نفتالى بينت ان يقوم باطلاق جميع الاسرى والمعتقلين بخطوة منة تعبر عن تصالحة مع ذاته الانساني فان موضوع الاسرى يمكن اعتباره موضوعا انسانيا يدخل فى باب اشاعة اجواء الثقة بين الاطراف المشاركة فى الاطار الاقليمي المشترك وهو يعتبر عاملا مساعدا كما الشان المعيشي الاقتصادى من العوامل المساعدة لايجاد بيئة صحية قادرة على مواجهة التحديات القادمة التى تحتاج الوقوف على ارضية عمل واحدة.