يعد عبدالله التل واحداً من أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً رئيسياً وتاريخاً في الصراع العربي الصهيوني وذلك منذ بداية عام 1948، وتمثل ذلك من خلال قيادته العديد من المعارك البطولية ضد المستعمرات اليهودية قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين عام 1948، ثم دخوله على رأس الكتيبة السادسة مدينة القدس وتطهير المدينة القديمة من القوات اليهودية.
ويعتبر المناضل عبدالله التل ظاهرة أسطورية سياسية نضالية، نظراً لارتباط اسم عبد الله التل بمدينة القدس والدفاع عن هويتها الإسلامية وعروبتها، ليصبح مصطلح بطل معركة القدس ملازماً ومرافقاً لهذا القائد العسكري.
ولد عبد الله يوسف التل في مدينة إربد سنة 1918 وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدارسها، وكغيره من أبناء جيله، فقد التحق بثانوية السلط ليتخرج منها عام 1937. وقد تميز عبد الله التل بإتقانه اللغتين العربية والإنجليزية. بعد ذلك عمل موظفاً في دائرة الجوازات لمدة خمس سنوات قبل أن يلتحق بالجيش العربي. وفي عام 1942 صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على ترفيعه من الدرجة التاسعة إلى رتبة ملازم ثان أصيل وكان رقمه العسكري (147) ثم تدرج في الرتب العسكرية، ففي عام 1944 تم ترفيعه إلى رتبة نقيب (رئيس) ثم رقي إلى رتبة ميجر (رائد) في 10 مايو 1948 وبعدها بشهر إلى رتبة قائد، هذا وقد استطاع عبد الله التل من خلال إنجازاته وشخصيته المتميزة أن ينفذ إلى قلب الملك عبد الله الأول بن الحسين فحصل منه على أربع ترقيات في أقل من ست سنوات، بعد ذلك أصبح حاكماً عسكرياً للقدس ثم متصرفاً لها برتبة زعيم، وقد شغل عبد الله التل وظائف عدة، فقد عمل مأمور جوازات ومدير قلم ومساعداً لرئيس مدرسة التعليم العربي، وقائداً للسرية العاشرة في اللطرون وكذلك قائداً لسرية التعزيز وحرس القوافل العسكرية والكتيبة السادسة.
يروي لنيروز الاخبارية نجله الكابتن الطيار صلاح عبدالله التل في هذه الحلقة مسيرة عبدالله التل من الولادة مرورا بدراسته ولتحاقه بالخدمة في الجيش العربي في فلسطين وانتصاره في معركة كفار عصيون.
يقول صلاح أن أبي عبدالله التل وفي طريقه إلى عمان مر بمستعمرة النبي يعقوب قريبة من رام الله شاهد سيارة للمناضلين تم تنفيذ كمين وتفجيرها من قبل المستوطنين استشهد 3 وبقي اثنان يقاومون المستعمرين وانتهى الاشتباك بأخذ الشهداء والجرحى إلى عمان.
وبعدها حضر عبدالله التل أربعة مدافع وخمسة مصفحات ومدافع هاون وأخذ اقل من سرية وعاد إلى مستعمرة النبي يعقوب وبدأ بقصفها وقتل من اليهود 44 مستوطن ومسحها التل عن الوجود.
هذه المعركة جعلت إسم عبدالله التل يتردد في كل فلسطين لبطولته ودوره في صد الصهاينة المحتلين في فلسطين وشجاعة في المعارك التي يخوضها دفاعا عن فلسطين والقدس.
كذلك هاجم عبدالله التل مستعمرة نفرديم وقتل منها 18 مستعمرا انتقاما لاعمالهم العدوانية اتجاه الجيش العربي والشعب الفلسطيني.
اما معركة مستعمرة " كفار عصيون" القريبة من الخليل وهي مسلحة بشكل كبير من قبل اليهود ومحصنة بشكل شديد ولديها عدد كبير من المقاتلين من المستوطنين والعتاد والاليات
وكان التل ينوي تدمير هذه المستعمرة وأمر احد الضباط بالاشتباك مع المستعمرة وارسال برقية بالحادث وهذا ما حدث وبعدها ابلغ كلوب باشا بالحادث مع اليهود واخذ موافقته بالتوجه إلى المستعمرة واخذ نصف سرية واشتبك مع المستعمرة واحتل بيت شعار واستطلع خلال هذا الاشتباك مواطن القوة والضعف تمهيدا لمهاجمتها لاحقا.
بعدها التل اتفق مع حكمت مهيار من البوليس الحربي الاشتباك مع المستعمرة وحصل اشتباك عنيف فطلب مهيار من كلوب باشا تعزيزات حيث اوعز لعبدالله التل بالتدخل فابتسم التل لانه كان ينتطر هذه اللحظة التي خطط لها منذ زمن لمهاجمة هذه المستعمرة المحصنة والتي تقع على الطريق باتجاه عمان.
فاخذ التل سرية وتوجه إلى مستعمرة كفار عصيون ونشر جنوده والاليات في محيط المستعمرة وبدأت المعركة بين الجيش العربي والمستوطنين وانضم اليهم المناضلين الفلسطينين وسقطت المستعمرة المحصنة وباقي المستعمرات المحيطة وأسر منهم التل 350 من مقاتلي اليهود وتم ارسالهم الى ام الجمال في المفرق.