اسمحوا لي ايها الاحبة الكرام أن اكتب عن قبيلتي لا تعصبا ولا عنصرية ، وانما طاقة إيجابية مطرز في سجلاتها " الصدق عز ، والكذب عجز ، والسر أمانة ، والجوار قرابة ، والخلق الحسن عبادة ، والشح فقر ، والسخاء غنى " ، قبيلة تاريخها مثل عود الدهن كلما عتق كلما زاد طيبه ، وعنوان مسيرتها " لا يكمل العقل الا باتباع الحق ، وفي القناعة راحة الابدان والنفوس " ، قبيلة ؛ اليقظة فيها فطرة ربانية ، والمحبة غراس الحياة الطيبة الثمار ، شعارها في العيش" ولا يلقاها الا الصابرون " .
بني حميدة ؛ عزف جميل على وتر البطولة والايثار والصبر الجميل والحلم والسماحة والقناعة، " أصحاب مروءات يحضرون عند الفزع ويتوارون في لحظات الطمع ، لا يزاحمون على الابواب الضيقة ، لا يبحثون عن ذرائع واعذار ولا يهربون من تكاليف الدعوة ، وحين تمتدالايدي الى قسمة المغانم الباردة ، تنأى بني حميدة بنفسها الى مكان قصي الى رأس الطويلة لتشرب هواء فلسطين من جليلها الاعلى الى خليلها ومن البحر الى النهر ، تتعطش للفزع الاكبر ولسان حالها يقول " ليست فلسطين بالمأوى المباح لكم ولا التي هي في الاسلاب تقتسم " .
بني حميدة ارومة معطرة ترتوي من جذام بن عدي ، ومحتد ينهل من ادد ، وضئضئ يشرب من قحطان :
" جذام سيوف الله في كل موطن اذا ازفت يوم اللقاء ازام
اذا قصرت يوما اكف قبيلة عن المجد نالته اكف جذام " .
جدنا في الايثار ابو فروة الجذامي صليب عفرا ، الامير الذي أدار ظهره لامبرطورية روما والقائل :
" فلئن هلكت لتفقدن اخاكم ولئن بقيت لتعرفن مكاني
ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى من جودة وشجاعة وبيانِ " .
اسمعوا ماذا قال معلم البشرية وهاديها عن عرقنا النفيس ، اسمعوا حين يعطر كلام الحبيب اوردة النسب ، وحين تفوح انوار الانبياء الاصهار في جذوة الحسب ، في غزوة تبوك عندما جاء وفد جذام مبايعا قال صلوات الله وسلامه عليه : " مرحبا بقوم شعيب ، واصهار موسى ، ولا تقوم الساعة حتى يتزوج فيكم المسيح ويولد له " ، وقال ايضا : " الايمان يمان هكذا وهكذا بني جذام ، صلوات الله على جذام ، يقاتلون الكفار على رؤوس الشعف ينصرون الله ورسوله " .
بني حميدة مشارب كثيرة تمتد في ارجاء الوطن العربي لكنها في هذا الحمى مواطن رئيسية ثلاث :
الموطن الاول الطفيلة ، الجذر العذي الذي لا زال يغدق على الجذع والاغصان ، عنقود من القرى يتعمشق على كتف الطفيلة اليماني " العين البيضاء ، صنفحة ، ارويم ، عابل ، السلع ، النمته ، المعطن عرفه ..... " .
الموطن الثاني الكرك ، الجذع القويم ، كوكبة من القرى تحتضن غارب شيحان الاشم ، وتمتد بين وادي الموجب ومشارف وادي بن حماد " فقوع ، صرفا ، امرع ، الزهراء ، مجدولين ، شحتور " .
الموطن الثالث مأدبا ، الاغصان الكثيفة وارفة الظلال ، لواء ذيبان ، وقضاء لب ومليح ، وقضاء العريض " جبل بني حميدة " ، مجرة من القرى اترك ذكرها في التعليقات .
بني حميدة مضارب تعبق بالأصالة ، وتتضوع بالبطولة ، فميشع الملك صداه في أروقة المكان ، والمسلة سجل محفور بالمجد ، وابو ذر ارث اثيل بالصدق والوفاء ، والكورة سلة من السنابل مفتوحة للعطاء ، والهية على العصملي بواكيرها اسرجت بيد فرسان بني حميدة ، والشيخ منصور بن طريف الجد وعلي اللوانسة شعلة لا زالت ذبالتها تنير قلعة الكرك ، وملحمة تشهد عليها وقائع صباح الهروط ومدعق العرب والذهيبة والثمد :
" لقد علمت أن خيلي غداة النعف صادقة الصباحِ
عليها كل اروع هبزري شديدٍ حدّهُ شاكي السلاح ٍ
فكر عليهم حين التقينا بمصقول عوارضها صباح ِ " .
في كورة ذيبان وفي حدود زمان ( 1880) ، وقعت وثيقة المحبة والإخاء ولاول مرة في تاريخ القبائل حلف " ابناء عمومة " بين مسيحي الكرك وبين بني حميدة في طريق هجرتهم الى مأدبا ، حلف سبق زمانة توثق في ذيبان وعزز في جبل بني حميدة ، " :
" اشتالوا الحمل يوم اشادوا اعلانه
وبامر الله الماقف الغصاب يحمونه
من قالوا ابن الحميدي جالت احزانه
صحيح في لابته ما خابت ظنونه " .
على اكتاف الهيدان مطرز بالعز :
" سيمنعني من أن أُسام دنيّة ابي وشليلي والضبيح ومعشري