هل لنا أن نتذكر في هذا البرد القارس أحوال الفقراء والمعدمين من إخواننا ، فقد لا يجدون كساء يحمي أجسادهم ، ولا فراشا يدفئ جو سكناهم ، ولا طعاما يُقوِّي عودهم على البرد ، ولا يملكون وسائل للتدفئة ، ومنهم مَنْ يتساقط المطر من فتحات بيوتهم ويضربهم الهواء البارد من كل جانب ، ومنهم من يسكنون صفيحا يجمدهم وأسرهم وأولادهم ،
أما آن لنا أن نحس مع طفلٍ يرتجف من شدة البرد ، ونحن نتنعم بالدفء ، ومالذ من الطعام ، وتوفر الرياش .
أما آن لنا أن نحس ولْولة أمٍ وهي تضم أبناءها في حضنها وتحت إبطيها لتمدهم بالدفء ولاتستطيع .
هل فكرنا في أن يقوم أهل كل حيٍ في مدننا وقرانا ومخيماتنا بتشكيل لجان طوارئ الشتاء والبحث عن هولاء المعوزين من إخواننا وأبناء بلدنا ، وتقديم المساعدة لهم وإغنائهم عن السؤال وإدخال الدفء الى قلوبهم ؟
يقول صلى الله عليه وسلم : ( أيما أهل عرصة - أهل حي - بات فيهم أمرءٌ جائع وهم يعلمون فقد برئت منهم ذمة الله ).
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
يانساء الاردن الحبيب ، ياأصحاب الخير والبركة والمال والأخلاق الطيبة بادروا على بركة الله في فعل الخير وإنقاذ إخوانكم ، يقول صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقات ). ويقول أيضاً : ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ).
تذكروا فرحة هذه الأسر وفرحة أطفالها إن نحن قمنا بهذا العمل الإنساني الكبير تجاه إخواننا وأبناء بلدنا الحبيب.
يقول صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ).