تمر اليوم ذكراك يا سيد البيداء وفي عيون القبيلة دمعة شوق ، فذكراك ليست حكاية عابرة.. بل خالدة تتطاول بها الأجيال جيلا إثر جيل وطيفك لم يزل يوخز الذاكرة في كل حين، ووقع خطاك لا زال يسمع، وريح عطرك البدوي فواحا وهيبتك حاضرة بقوة كشخصية عصية على النسيان .
يا عمي أبا الشايش ..
أقف اليوم على مرقدك باكية خاشعة لأقرأ على روحك السبع المثاني ولاهمس لك، نم هانئا بما قدمت خالدا في وجدان قبيلتك التي أحببت واحبتك..
يا قمر الصحراء
نذكرك ونذكر تلك الدمعتان اللتان ذرفتهما ليس جزعا من القدر المحتوم وانما حرقة على الاقصى المبارك، وعلى فراق قبيلتك الشماء، ونذكر وصيتك بأن لا تمر جنازتك من شارع سفارة الكيان الغاصب.... حيث مسقط رأسك سيف الصحراء الشامخ الذي ما كان لك إلا الحضن الدافئ، فسلام على روحك الزكية، وأياديك النقية، ونفسك الأبية، وسجيتك البدوية ..