وانا عائد من عمان الى مأدبا اعيد تشكيل روحي في ناعور ؛ واهندس شيفرة القلب على مشرافها الجميل ؛ انها ناعور دولاب القلب والروح ، " سل عن قديم هواي هذا الوادي هل كان يخفق فيه غير فؤادي " ، وافتح حجرات قلبي على اتساعها لتشرب من اصفى عيون الحب واعذب مشاربه" تحن لكِ الأحبة والليالي كما حنت لموقدها الدلال ِ " ، ويتسع صدري على رحابة المدى ليعب من معين الصفاء والنقاء والوفاء حد الارتواء :
" هذي عروس الهوى تسمو بأعيننا وتسكن القلب والاسوار اكبادي
يضمها القلب في اعماقه ولهً ، وتنسج الروح اشواقا بانشاد ِ
وتشرب الماء من قلبي بآنية ما مسها كف سباك وحدادِ
ماء الحمية في اعماق ساقية يجري على الرحب في اعماق امجادِ " .
في ناعور تتجلى روح جذام بنبلها وسمو اخلاقها ، وجذام في هذا الحمى خمس قبائل ، عباد ، والعجارمة ، وبني حميدة ، وبني صخر ، وبني عقبة " العمرو " .
في ناعور يزهو العقال على الرأس مروءة وعنفوان ويزهر الشماغ قناديل شموخ وتعنقر الباريه على راس الفارس العجرمي كالثريا :
" حنا صباح الصبح بالسما والنور وفزعة المضيوم وفكاكة اسيره
صقور صيد وصيدنا كله صقور يا زين صيدات الصقور المغيره
لنا على دار الفخر عرش وقصور ولنا على درب المجد مشوار ومسيره " .
ولنا أن نقول ايضا ان ناعور في اللغة جناح الرحى ، والناعور دلو يستقى بها ، والناعورة الساقية .
لكن للجغرافيين العرب رأي آخر إذ يقول ابن خرداذبة الناعور هو الاخضرار ، ولعل الاسم يعود الى الاشتقاق الآرامي ناعورتا وتعني طاحونة الماء .
اعود الى مهندسة الروح ناعور واشدو :
" باكرتها والزهر يشرق بالندى في فتية شم الانوف صباح
اهل الندى والبأس ، أن تنزل بهم تنزل على عرب هناك فصاح " .