علم الإدارة في الأردن يعتمد الطرد المركزي بحيث إنك اذا دخلت في وظيفة أو أي مجال فإنك مطالب بأن تُثَبت نفسك بأي شيء حتى لا تدفعك قوة الطرد خارج دائرة المكان الذي دخلته للعطاء والبدء بمسيرة جديدة لأن ركائز العمل التقليدي يعتبرونك جسم غريب ويجب طرده من خلال التهميش والتقليل من اهميتك وممارسة دور الناصحين لك وتبدأ قصة
الاقصاء التي لا تنتهي إلا بتقاعدك وهذا ينطبق على القطاعين العام والخاص لذلك الأردن عقيم في هذا المجال وإذا نظرنا للمشهد فإن الأردن افلسفت فنياً ورياضياً وادبياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً والسبب علم الإدارة الاقصائي في الأردن والذي لا يرغب بالاحلال وتعاقب الأجيال لتبقى الأردن دائمة العطاء.
المبدعة الشيف علا نيروخ من التلفزيون الأردني والشيف نضال البريحي من رؤيا اتخذوا علم الإدارة الياباني الذي يؤمن باعطاء الفرص وتقديم
العون والأخذ بيد الشباب والسيدات لذلك تجدهم يقدمون في كل حلقة ضيف يقدم ابداعاته في إعداد الطعام وهذا يقدمهم للمجتمع وسوق العمل ويفتح لهم آفاق جديدة وهذا سلوك ايجابي نشكر نيروخ والبريحي على هذا التوجه الذي ساهم في تسويق مبدعي إعداد الطعام.
ولكن بقيت كل القطاعات في الأردن تعمل بنظام علم الإدارة الاقصائي ولا تؤمن بنظرية علم الادارة الياباني وتردد مقولة أنا فقط ومن بعدي لا أحد إلى الأبد وهذا أدى إلى إستلام زمان الامور من قبل قوى الطرد المركزي المتحكمة بالمشهد مما خلق لنا قيادات هزيلة مهزوزة جبانة نزعت الوطن من قبلها ووضعته في جيبها لذلك لا أمل لنا اذا بقي الحال كما هو نريد فقط اعطاء الفرص في كل الميادين ليعود للوطن شبابه وقوته التي ستكون كفيلة بالنهوض به والدفاع عنه.
مع دخولنا المئوية الثانية في الأردن لا يزال علم الإدارة الاقصائي قائم وهذا أدى إلى اضعاف الاردن في كافة القطاعات حكومية وخاصة وحتى أن الدولة هرمت ولم تعد تنجب مبدعين بسبب عدم الاحلال وتعاقب الاجيال والامثلة كثيرة في مجال الفن والأدب والرياضة والسياسة والقيادات المجتمعية لذلك وجب على عقلية الدولة أن تنتبه لهذا لأنه أهم من الأحزاب ومجلس النواب ومن الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات.
اعتقد أن حالنا كان أفضل مع بدايات الدولة الأردنية حيث الفرد يدعم الكل وكذلك الكل للفرد لذلك كانت الاردن تعج بالمبدعين في السياسة والاقتصاد والعسكرية وفي القطاعين العام والخاص والأدب والفن و الحياة الإجتماعية و في كل المجالات ولكن توقف الزمن منذ ذلك الحين ولم نرى الصف الثاني وما زلنا ننتظر.
اعتقد أن الكل عانى من علم الإدارة الأردني الاقصائي القمعي الذي أبقى على البراره لتقود المشهد.