تستذكر نيروز الاخبارية في اليوم الواحد والعشرين من أيام شهر رمضان المبارك ، المرحوم اللواء الركن المتقاعد ناصر الخوالدة الذي وافته المنية في الخامس والعشرين حزيران 2018 .
المرحوم اللواء الركن الدكتور ناصر الخوالده المعيار الحقيقي الذي جسّد في سيرته ومسيرته وعطائه أسمى معاني الولاء لهذا البلد وقيادته الهاشمية، وقد رحل في سن مبكر من عمره وهو لم يزل في قمة تألقه وأوج عطاءه.
خدم الخوالدة وطنه بضمير وإخلاص وكان ذلك من خلال مصنع الرجال "القوات المسلحة الأردنية" التي التحق بها في العام 1973 وكان رقمه العسكري 19225، وإلى حين إحالته للتقاعد في آب من العام 2010 برتبة لواء بعد سبعة وثلاثين عاماً كان الخوالده قد قدم صورة ناصعة للجندي والضابط والمسؤول الأردني الذي لم تبرح ذاكرته ومخيلته حروف القسم التي صدح بها عالياً بأن يكون جندياً مخلصاً في خندق الوطن وأن يكون على أهبة الاستعداد لتلبية النداء كلما دعا الداعي وادلهمت الخطوب.
تنقل المرحوم الخوالده بين الكثير من الوحدات العسكرية وأشغل أكثر من منصب ابتدأت من قائد فصيل حراسات، وركن عمليات، وقائد سرية حراسات، وذلك ضمن مجموعة حراسات الذخيرة، ثم انتقل برتبة نقيب الى مديرية التموين والنقل الملكي التي شهدت جُلّ وذروة سنوات عطائه بدأت رحلته بوظيفة قائد سريه في كتيبة التموين والنقل الملكي، ومساعد قائد كتيبة تموين ونقل ملكية،ثم الى مدرسة التموين والنقل الملكي .
وبعد سنوات من عمله في مديرية التموين والنقل الملكي تم نقله وهو برتبة مقدم ركن الى وحدة الأمن والحماية الخاصة "المطارات", وشغل فيها منصب قائد مجموعة الحراسات والتفتيش لمدة سنتين، ثم عاد إلى مديرية التموين والنقل الملكي ليشغل منصب قائد كتيبة التموين والنقل الملكي الرابعة في المنطقة العسكرية الوسطى، و رئيساً لشعبة التدريب والنقل, ثم شغل منصب قائد لمجموعات نقل الأفراد.
بتاريخ 14/9/2000 ومن بين عدد من الضباط المتميزين تم اختيار الخوالدة من قبل رئيس هيئة الأركان المشتركة ليكون قائدا لوحدة امن ودفاع ومعسكر القيادة العامة ثم تسلم منصب رئيس مدربين في جامعة مؤتة / الجناح العسكري، وما هي سوى سنوات محدودة إلا وعاد بعدها ليشغل منصب مديراً لمديرية التموين والنقل الملكي في القوات المسلحة وكان برتبة عميد ركن دكتور، واستطاع ان ينهض بالمطلوب منه على أكمل وجه ويحظى بثقة المسؤولين عنه، وشهدت المديرية بعهده تطوراً نوعياً في الأعباء والمهام المناطة بها، وكان المؤتمن على هذه الوظيفة التي تقتضي من شاغلها أقصى درجات الأمانة والنزاهة.
وفي الديوان الملكي الهاشمي حطت ركابه مستشاراً عسكرياً لغاية تقاعده بتاريخ 8/11/2010 وكان برتبة لواء ركن دكتور.
ويذكر أن اللواء الدكتور ناصر الخوالده رحمه من مواليد العام 1954، نشأ في ظل اٍسرة كريمة غرست فيه القيم والأخلاق ومبادئ الصدق والرجولة والنخوة العربية والأردنية الأصيلة، ومما تميز به رغبته الجامحة بالتحصيل العلمي حيث حصل وإبّان خدمته العسكرية علىدرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية ثم الماجستير في علم الاجتماع بدرجة امتياز في عام 2001 وأخيراً درجة الدكتوراه في تخصص علم الاجتماع الطبي من الجامعة الأردنية بامتياز ايضا في عام 2004.
نال العديد من الأوسمة والشارات ومنها" وسام الخدمة 67-71، وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الرابعة، وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة ، ووسام اليوبيل الفضي، وغيرها.
إن الحديث عن رجل أردني وعروبي بحجم المرحوم ناصر باشا، هو حديث عن إنسان كان حريصاً على أن يكون له دور في هذه الحياة، وقد أدى كل المطلوب منه بشكل متكامل، لم ينهض بواحد ويغفل عن الآخر مما جعل منه إنساناً شمولياً، عسكرياً وتجارياً واجتماعياً، وجاراً وصديقاً لكل من عرفه، وواصلاً للرحم وزوجا رحيما وابا حنونا ، وماداً يد العون والمساعدة للضعفاء والمساكين من الناس،محبا للقرائة , مثقفاً ومدركاً وواعياً لما يدور حوله ، وكل هذا جعل منه عنواناً لمن أراد أن يمتطي صهوة التفوق والتألق والنجاح.
نيروز الاخبارية تدعو الله عز وجل أن يتغمد اللواء الركن المتقاعد ناصر الخوالدة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ....إنا لله و إنا إليه راجعون