قال محللون بعد إعلان الأرباح هذا الأسبوع إن شركات التكنولوجيا العملاقة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أرباحها خلال تفشي وباء «كوفيد19» صارت تواجه الآن تداعيات الجائحة التي يفاقمها التضخم والحرب في أوكرانيا.
وأصدرت شركات «أمازون» و«آبل» و«ميتا» و«ألفابت» المالكة لـ«جوجل»، نتائجها للربع الأول من هذا العام التي أظهرت أنها ليست منيعة أمام الاضطرابات التي تعصف بالأسواق العالمية.
وفي حين أعلن عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين عن أرباح بمليارات الدولارات، إلا أنه هبطت قيمة أسهم بعضهم بسبب التوقعات بأن الصعوبات لن تختفي قريباً.
ووفق المحلل في شركة «إيه ماركتر بول فيرنا»، ربما تعاني الشركات من بعض تداعيات ما بعد الوباء. وأضاف فيرنا في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: «رغم أن الوباء لم يكن سبباً للتفاؤل لتلك الشركات، إلا أنه عزز أعمالها بشكل كبير». وأوضح أن النمو السريع المسجل خلال الوباء لم يكن مستداماً، وكان على شركات التكنولوجيا أن تتوقع ذلك بشكل أفضل.
آبل
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» تيم كوك في مؤتمر لإعلان الأرباح: «أريد أن أقر بالتحديات التي نراها من جراء اضطرابات سلاسل الإمداد نتيجة كوفيد19» والنقص في السيليكون بسبب الدمار الذي تخلفه الحرب في أوكرانيا. لسنا في مأمن من هذه التحديات».
وأعلنت «آبل» عن أرباح أفضل من المتوقع وسط استمرار طلب المستهلكين القوي، لكنها حذرت من أن الإغلاقات في الصين لاحتواء تفشي «كوفيد19» والمشكلات المستمرة في سلاسل الإمداد ستؤثر على نتائج ربع يونيو بمقدار 4 إلى 8 مليارات دولار.
وسجلت المجموعة إيرادات فصلية قياسية، لكن مسؤوليها التنفيذيين أشاروا إلى ظهور صعوبات منذ انتهاء الفترة المشمولة بالتقرير. وقال المدير المالي لوكا مايستري في مؤتمر عبر الهاتف مع محللين: «إن قيود العرض الناجمة عن الاضطرابات المرتبطة بكوفيد ونقص السيليكون على مستوى الصناعة تؤثر على قدرتنا على تلبية طلب الزبائن لمنتجاتنا».
وقال تيم كوك للمحللين إن التأثير سيعتمد على سرعة زيادة الإنتاج في منطقة شنغهاي، حيث بدأت المصانع في إعادة فتح أبوابها مؤخراً بعد إغلاقها بسبب «كوفيد». ولا تزال مبيعات أجهزة آيفون المصدر الأهم لأرباح الشركة.
وتعتمد «ألفابت» و«ميتا» المالكة لفيسبوك على الإعلانات الرقمية، وأظهرت تقارير أرباحهما أن المتسوقين أصبحوا أكثر حرصاً في ما يتعلق بميزانياتهم، وتعهدت المجموعتان بإيلاء اهتمام أكبر بالتكاليف.
أمازون
وسجلت «أمازون» أول خسارة ربع سنوية لها منذ عام 2015، متأثرة باستثمارها في شركة «ريفيان» لصناعة الشاحنات الكهربائية، ونبّهت من أن التحديات ستستمر في الأشهر المقبلة. وقالت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة إنها خسرت 3.8 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وقد خسرت 7.6 مليارات دولار في قيمة أسهمها في «ريفيان».
وتوافق مستوى المبيعات في موقع التجارة الإلكترونية مع توقعات المحللين، لكن الرئيس التنفيذي للمجموعة آندي جاسي حذر من أوقات عصيبة في الأشهر المقبلة. وأشار جاسي إلى ضغوط الحرب والتضخم وتكاليف العمالة ووباء «كوفيد».
وتتوقع «أمازون» أن تتراوح مبيعاتها في الربع الحالي بين 116 و121 مليار دولار، علماً بأن أسعار صرف العملات الأجنبية لا تصب في صالحها.
وقال كبير المحللين في شركة «إنسايدر أنتلجنس»، أندرو ليبسمان: «كان هذا فصلاً صعباً بالنسبة لأمازون، والاتجاهات في كل مجال رئيسي من مجالات أعمالها تسير سلباً في ظل توقعات ضعيفة للربع الثاني». وأضاف: «ستحتاج أمازون إلى إيجاد طريقة لتحفيز النمو في أعمالها التجارية في الفصول القادمة».
وقامت «أمازون» باستثمارات كبيرة في شبكتها اللوجستية مع ارتفاع المبيعات عبر الإنترنت خلال تفشي الوباء، لكن صار لديها الآن قدرات أكثر من الحاجةن بعد أن قيّد التضخم ميزانيات العائلات، وفق ما أفاد المسؤولون التنفيذيون في مؤتمرهم الصحفي حول نتائج الفصل الأول.
«ألفابيت» و«ميتا»
وتسعى «ألفابت» و«ميتا» إلى منافسة تطبيق «تيك توك» بإنشاء خاصيتي نشر أشرطة فيديو قصيرة تسمى على التوالي «شورتس» و«ريلز»، لكن هذه الخدمة يصعب تحقيق دخل منها.
وقال المحلل بول فيرنا لفرانس برس: إنه بينما ظل نشاط البحث في «جوجل» نقطة مضيئة للشركة، فإن أرباح موقع «يوتيوب» كانت مخيبة للآمال. وأضاف فيرنا متحدثاً عن الضغط على موقع «يوتيوب»: «لقد أصبح تيك توك تهديداً تنافسياً كبيراً» وكالات