للموت مهابة، وللرحيل صورٌ وأحكام …بين من تشكل نهايته شيئاً عادياً، وبين من يجعل رحيله ينبئُ عن مُصاب جلل، وفي الحالتين حزن ٌ ووجع ٌ للفراق !!
أوجعنا غاية الحزن رحيل ابو الفهد الشيخ الجليل صياح راجي الحرافشة السرحان، لما له من سجايا
طيبة حميدة لا تُنسى… هو من زمن الطيبين الكرام
وهو ممن اذا رأيته تَلْمسُ بسرعة حجم المودة على مُحياه،
ابو الفهد فقيدنا الحبيب يُشعر من يقابله انه منه وله
كريماً في الملقى، وسخياً في العاطفة… وفياً لزمانه، اذ لعله من القلة القليلة الذين لم يغيرهم الزمن او المواقف كبرت او صغرت، ودوداً حد الدهشة، مترفعاً عن كل المصالح الدنيوية،
ورغم انه فقد والده يرحمه الله وهو في سن ٍ مبكرة فقد بقي صلباً مكافحاً الحياة بكل ظروفها حتى أوجد له فيها مكانة خاصة بين ربعه وأهله وعشيرته وكل من عرفه.
كان الفقيد ذات يوم في الخدمات الطبية الملكية محلاً للاحترام وله مكانة عند كبار المسؤولين وصغارهم، وأياديه البيضاء الكريمة غنية بالعطاء والخدمة للناس
ابو الفهد بقي محافظاً بعزة على علاقاته في كل الظروف والأحوال، ومعدنه طيب وأمثاله قليلون من الرجال، مداه بعيد ولم تنال منه ومن صفاء نيته وطيب قلبه أي مصلحة مهما كان حجمها او نوعها .
نفتقد الرجال مثله ونحزن على فراقهم، لكننا لانملك الا الدعاء له بالمغفرة والرحمة والرضى والرضوان وان يجعل الله تعالى قبره روضة من رياض الجنة، وان يسكنه الفردوس الأعلى، وان يجزيه كل الخير عن ما قدم لوطنه ولأهله