شيرين إعلامية موهوبة ، دخلت دائرة الشهرة والتأثير ، عكست بالصوت والصورة جرائم الإحتلال ، كشفت زيف القيم والمبادئ التي يغطون بها عوراتهم ، نقلت مشاهد قتل النساء العُزَّل ، والأطفال الرُّضَّع ، والشيوع الرُّكَّع ، ودمار الحجرِ ، وحرقَ الشجر ، وقتل البشرِ ، فحرَّكَت مشاعر العالم الإنسانية ، تكالبَ عليها الأعداء والوشاة والمحرِّضين ، ضاقوا بها ذرعاً ، فكان لا بدَّ من التخلص منها ، بعد أن طلبوا منها مراتٍ عديدةٍ أن تصمت صوناً للكرامةِ المغتصبة .
صحيح أنَّ الصيَّاد جنديّ ، لكنَّ القرار سياسيٌّ بامتياز ، دهاليز السياسة عامرة بالخبث والحقد ، مليئة بجحور الأفاعي ، تعجُّ بأوكارِ الوحوش ، تجدُ من يرتدي ثوب الحَمَل الوديع ، يُغطي بدموع التماسيح الأنياب الحادَّة ، واللدغات السامة ، إنَّ الأفاعي وإن لانَت ملامِسُها *** عند التقلُّبِ في أنيابها العطبُ .
لا يوجد في العالم شعب تحت الإحتلال إلا الشعب الفلسطينيّ ، معظم دول العالم ينكرون ويتنكرون لهذه الحقيقة المرَّة ، زوراً وبهتاناً ونفاقاً ، يؤمنون برواية اخترعها الصهاينة ، ليس لربِّ العالمين علاقةٌ بها ، روايةٌ توحي بأنَّ ربَّ العالمين متحيِّزٌ لهم فقط، دون شعوب الأرض، وخَلَقَ العالمِ عبيداً لهم ،منفّذين لرغباتهم، أسرى لأهوائهم ، تابعين لسياساتهم ، إنّه طغيان فرعون، يستضعف فئةً، يذبِّح نسائهم وأطفالهم ورجالهم .
حكموا على شيرين بالإعدام رمياً بالرصاص جهاراً نهاراً ، لأنها الشاهد والدليل ، الإثبات والبيّنة ، الشمس الساطعة والصباح المشرق ، هي الرّعد الذي يجلجلُ في سماء القدس وجنين ، هي البرق الذي خطفَ أبصارهم، رحلت شيرين إلى عالم الخلود ، موءوده، مظلومة ، مستضعفة، ليس لها مأوى يعصمها ، ولا قوم يذودون عنها ، ولا رهط يحميها ، صعدت روحها تشتكي لربّ العزّة قلّة حيلتها ، وضعفها، ومرارة الإرهاب ، صوت شيرين أزعج الإحتلال، أحرجَ الغرب، أغاضَ المخبرين، هي صوتٌ له صدى، من كنسية القيامة إلى المسجد الأقصى، ارتفعت روح شيرين شهيدةً مع الأحياء عند ربهم يرزقون، أمّا الوُشاةُ فلهم العار والدرك الأسفل من النار.