اكتشف فريق أثري موجودات أثرية نادرة من الفترة الهيلينية في منطقة غربي مدينة طبرية داخل أراضي 48 ، تلقي الضوء على تقاليد العمل في الزراعة وعلى الأعمال المنزلية قبل أكثر من 2000 عام.
وتوضح الباحثة أماني أبو حميد المسؤولة عن التنقيب في منطقة إربد شمال شرق قرية حطين، أن عمليات التنقيب بدأت قبل شهور بعدما اكتشفت مواقع أثرية تاريخية خلال حفر قناة مياه يفترض أن تغذي شمال البلاد وبحيرة طبرية بمياه تتم تحليتها من البحر الأبيض المتوسط.
وتشير أبو حميد إلى أن عمليات التنقيب تركّزت في خربة أسعد داخل منطقة إربد بين قريتي حطين الفلسطينية المهجّرة وبين قرية وادي الحمام في الجليل الأسفل الشرقي، وداخلها اكتشفت أطلال بيوت ومزرعة كبيرة عمرها 2100 سنة. وتعود المزرعة للفترة التاريخية الهيلينية وقامت بمحاذاة وادي إربد الذي يبدأ من قريتي حطين ونمرين الفلسطينيتين المهجّرتين وينتهي في طبرية، وفيها تم العثور على موجودات أثرية تركت داخل المزرعة على عجل منها مبان سكنية وأدوات حجرية استخدمت في تقدير الأوزان وأدوات نسيج ملابس وأوان فخارية لتخزين الأغذية وأدوات زراعية معدنية من بينها فؤوس بأحجام مختلفة ومناجل حصاد وغيرها. كما عثرت التنقيبات الأثرية على قطع نقدية من القرن الثاني قبل الميلاد.
وتشير الباحثة الأثرية أماني أبو حميد لأهمية المكتشفات التاريخية وتعتبرها "أسطوانة زمن مغلقة” كأن الزمن توقف فيها عن الحركة:الأغراض التي عثرنا عليها بقيت في مكانها بعدما تركها سكان المزرعة بسرعة نتيجة تهديد وشيك، أدوات وزن ونول للنسيج وجرار فخارية سليمة، كما هي ما زالت على الرفوف، وهذا يفتح نافذة للمؤرخين يتم عبرها الاطلاع على معلومات جديدة خاصة بتاريخ المكان.
وتابعت”هذه المزرعة التاريخية الواسعة هي اكتشاف مهم جدا لأن الحضارة الهيلينية تكاد تكون غير معروفة في منطقة الجليل، وهذا الاكتشاف يسد ثغرات قائمة بين فترات تاريخية ويلقي الضوء على أحداث شهدها القرن الثاني قبل الميلاد.
وجاء الكشف عن المواقع الأثرية خلال أعمال حفر وبناء ضمن مشروع قناة مياه من البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة طبرية للحفاظ على منسوبها في فترات الجفاف وشمال البلاد لأغراض الري الزراعي ولتزويد الأردن بكميات مياه اتفق عليها في السابق منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994.