نيروز الإخبارية : د. أمجد فرحان الركيبات برفسور في جامعة الحسين بن طلال.
نيروز الإخبارية : المقدم الركن سليمان سعود الركيبات أسم مألوف لدى أسود الجيش العربي (حرس الحدود)، عرف عنه رفاق سلاحه الإقدام والشجاعة ودماثة الخلق، ولد ونشأ وتعلم في قرية المريغة في محافظة معان ثم توجه إلى مؤتة التاريخ والمجد ليتخرج منها بإرادة ملكية سامية يزهو بها على كتفه، معتبراً أن هذه "النجمة" بمثابة جواز سفر يؤهله للرباط والذوذ عن حياض الوطن، وتؤهله لإستكمال مسيرة والده الذي انتقل إالى رحمة ربه وهو يحمل في حنايا جسده بقية شظايا من إصابة في معركة الكرامة الخالدة أخبره الاطباء بخطر إخراجها فبقيت لتشهد له على صدق التضحية وخالص الإنتماء.
خاض سليمان - رحمه الله – في ميادين الشرف والبطولة وتدرج في الرتب العسكرية يدرب ويوجه ويزرع في نفوس الجند حب الوطن والولاء لقيادته الهاشمية المظفرة بنفس راضية ومعنوية عالية، ولم تثنه إصابته البليغة بالرصاص أثناء قيامه بالواجب الوطني ولم يتذرع بها للإنتقال لمهمة إدارية أو مغادرة الخدمة لأسباب صحية بل بقي كما عهده رفاقه أسد ميدان يصول ويجول ويفدي وطنه بالغالي والنفيس.
بعد حادثة الركبان تولى قيادة كتيبة حرس الحدود السادسة ملبياً نداء الوطن رغم بعد المسافة فوالدته في أقصى جنوب المملكة وعائلته الصغيرة في عمان ومهمته الجديدة في الحدود الشمالية الشرقية ليجسد بذلك أن كل بقاع الوطن تستحق التضحية والفداء، فحماية الوطن ورعاية الأبناء وبر الأم هي واجبات لا يمكن أن يقصر في أحدها ولا يمكن أن يؤتى الوطن من قبله فهو على ثغرة من ثغور الوطن.
ترجل سليمان عن فرسه لكنه لم يترجل من قلوب رفاق سلاحه وقادته وعلى رأسهم جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي أصر على القدوم لبيت العزاء واحتضان ابنائه ليجسد بذلك معنى قرب القائد من جنوده ومشاركتهم الآمهم وآمالهم كما هو عهد الهاشميين دائماً
إرتقى ابو عبدالله إلى جوار ربه ليلحق بمواكب من سبقه من جند بواسل ضحوا من أجل حماية الأمن وحراسة الأعراض، إرتقى لننعم، إرتقى لنفخر، إرتقى ليرفع ابنيه عبدالله وعبدالرحمن رأسيهما إلى عنان السماء ويقولا: نحن أبناء شهيد الواجب، شهيد الأردن الغالي.
صورة الكاتب الدكتور امجد الركيبات.