نيروز الإخبارية : بقلم د. سطام الفايز
نيروز الاخبارية : كلما أتلفت حولي لا أجد اي شيء يدعوا للتفاؤل فمسيرات الغضب تعُم الشوارع ونقصد الغضب من ضيق الأحوال المعيشية والحالة المُزرية التي وصلوا اليها ووصل اليها كل مواطن اردني وهي حالة ناتجة عن الفقر وعن البطالة أما عن أسبابها فهي الحكومات وعقلية ادارة الدولة الأردنية التي لم تتغير رغم ما ندعيه من التحضر وبأننا دولة مدنية ودولة قانون ولكن مثل هذه الادعاءات لا تصمد امام الواقع المرير الذي نعيشه وامام المستقبل المجهول الذي بانتظارنا جميعا والذي نقترب منه بصورة وسرعة جنونية لدرجة يشعر المرء فيها أن هناك الكثير من المسؤولين يتعمدون الوصول بنا الى هذا المصير والمستقبل الأسود
لقد حذرت في معظم مقالاتي السابقة من هذا الحال الذي وصلنا اليه وجميع ما حذرت منه وقع بالفعل فقد تحدثت عن البطالة وعن الفقر وما يمكن أن يفعله ذلك بالناس كما تحدثت عن الجريمة بكافة أشكالها وصورها وعن المشهد الاجتماعي الداخلي للشعب الاردني الذي أصبح يتسم بالفوضى أما عن تفاصيل هذه المشهد فلا نستطيع الخوض بها فهي كثيرة جدا لم ولن تنتهي بحوادث انتحار او بجرائم قتل أو ضياع بسبب المخدرات
تحدثت عن جميع ذلك وحذرت المسؤولين
أما على المستوى السياسي فقد تحدثت بشكل مُطول عن الفساد ومحاسبة من قام بذلك وتطرقت في مقالاتي السابقة الى أسس ومعايير التعيين في المناصب العليا والمواقع الحساسة في الدولة ولا أدعي أنني الوحيد الذي يتحدث عن ذلك فقد اصبح حديث كل الناس ومعظم الكتاب والمختصين وبدلا من أن تُسارع الدولة الى تصحيح مسارها نراها تسير في ذات الطريق بل مُصرة على الخطأ فالشخص المناسب ليس في مكانه المناسب والمسؤول الذي يغادر أي حكومة من الحكومات يعود ليستلم منصبا مهما وحساسا لدرجة أن المواطن أصبح يعرف سلفا أسماء المسؤولين الجدد فهم نفس الأشخاص واذا قُدر للبعض منهم أو الكثير منهم أن يرحلوا عن هذه الدنيا الفانية يأتي ابناهم وأحفادهم ليتولوا المناصب
هل هذا هو قدرنا الذي لا نستطيع تغييره وهل سنبقى نتحدث عن مثل هذه الامور بل أتساءل متى نكون متفائلين ومتى نبتعد عن لغة التشاؤم متى تبدأ معركة بناء الأردن الحقيقية ومتى وكيف نجلب الشعور بالاطمئنان للمواطن متى يأمن على نفسه وعلى ابنائه ..
الاجابة عن مثل هذه التساؤلات ليست عندي فهي عند الكثير من المسؤولين الذين لا يتقنون سوى ترديد الشعارات وتخدير المواطنين بالوعود الكاذبة
أقول جميع ذلك وأنا اعلم أن جميع ما قلته لن أجد من يستمع له
جميع ذلك واكرر اقوله بصفتي مواطن أردني يحب بلده ومصيري مثل مصير أي مواطن وهو مصير نجهله هذا الا اذا حدثت معجزة ليتغير كل شيء حولنا ولكن مع الاسف نحن لا نعيش في زمن المعجزات