تُعيد مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في «قمّة جدّة للأمن والتنمية» في السعودية، التأكيدَ على محوريّة الدور الأردني ومركزيته فيما يخصُّ قضايا المنطقة والإقليم، وقيادة جلالته ودعمه الكبير لجهوده بالتوصُّل إلى حلول عادلة وشاملة للقضايا والملفات المُلحّة.
وتعكسُ مشاركة الملك في القمّة دور الأردن الإيجابيّ والمعتدل، في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، هذه الحقيقة السّاطعة سطوع الشمس، والتي يُدركها العرب والعالم، تأتي انطلاقًا من كون جلالته صاحبَ رؤيةٍ ثاقبةٍ وصوتٍ حكيمٍ ومسموعٍ وأمينٍ.
الملكُ يحمل رؤيةً واقعيةً واستشرافيةً لقضايا المنطقة والإقليم، قاد على أساسها جهودًا دبلوماسية في المحافل الدولية، ترتكزُ على التعامل معها وفق حلول سياسية شاملة، بعيدًا عن الحروب، التي لم تَجلب سوى الدمار والخراب لشعوب هذه المنطقة.
عنصرُ قوة الأردن ذهابُه إلى القمّة حاملاً رؤيةً واضحةً لواقع الحال، والتشخيص الدقيق للمرحلة الرّاهنة، وما ينبغي فعله لتجاوز كلّ التحديات الراهنة على مختلف مستوياتها، مع التأكيد على أولويّة القضيّة الفلسطينيّة في أجندة الملك.
قبلَ أن يدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن، إلى قاعة الاجتماع اليوم، جاء حديثُ الرئيس الأمريكي في بيت لحم أمس، حول القدس والوصاية الهاشميّة على المقدّسات، ووجوب أن تحتفظ القدس بوضعها تحت الوصاية الهاشميّة، وكذلك تأكيده التزام بلاده بحلّ الدولتين، تأكيدًا جديدًا على صوابيّة وحكمة مواقف الملك، الذي عارض ورفض صفقة القرن، وأصرّ على حلّ الدولتين والوصاية الهاشميّة، بقيادته الحكيمة، التي تُقدّم كلّ ما فيه مصلحة شعبها، وهذا نهج الهاشميين الأطهار الذين لم يَحيدوا عنه يومًا.
لقد واصلَ الأردنُّ دعمه للقضايا العربيّة، والسّعي نحو تمتين العمل العربيّ المُشترك، وبلورة موقفٍ عربيٍّ موحّدٍ، للتحدُّث بصوتٍ مسموعٍ يُعطي قوةً وصلابةً للعرب، في الدّفاع عن القضايا المَصيريّة للأمة بعيدًا عن سياسة المَحاور والاصطفافات، لتبقى القضيّةُ الفلسطينيّةُ والدّفاع عن المقدّسات الإسلامية والمسيحيّة، القضيةَ المركزيةَ الأولى التي يَتبنَّاها بعزيمةٍ لا تَلين...