ثلاث قوائم حزبية فلسطينية متنافسة، ستخوض معركة انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، نظراً للتباين السياسي والاختياري فيما بينهم، طالما اختاروا طريق الحفاظ على التعددية التي يتبعونها .
لقد أخفقت قيادات المجتمع العربي الفلسطيني وأحزابهم الفاعلة لدى مناطق 48، اخفقوا في التوصل إلى ائتلاف يجمعهم، كما سبق وحصل بينهم في انتخابات الكنيست 22 يوم 17/9/2019، حينما سجلوا أداء راقيا وتقدما في التفاهم والائتلاف فيما بينهم، أدى ذلك إلى زيادة عدد الفلسطينيين الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع، زادوا عن 470 الف ناخب فلسطيني، حصلوا على 13 مقعداً برلمانيا، بعد أن كان لهم 11 فقط، مما يشير الى أن الوحدة الائتلافية بين الأحزاب الفلسطينية في مناطق 48، تدفع الناخب الفلسطيني إلى اختيار دعم هذا التوجه الوطني الوحدوي، بزيادة حجم التصويت، و تمتين قوة التمثيل النيابي، وهي دلالة واضحة، ومؤشر ملموس على توجه الناخب الفلسطيني وارادته.
في انتخابات الكنيست 23 يوم 2/3/2020، تعزز هذا التوجه، حيث حصلت القائمة العربية الموحدة المشتركة، التي ضمت الأحزاب الأربعة، حصلت على 580044 الف صوت من أصل 900 الف صوت، يملكها المجتمع العربي الفلسطيني في حينه، وهي أعلى نسبة تصويت فلسطينية وصلت إلى صناديق الاقتراع، أهلتهم ليكون لهم 15 مقعدا لدى البرلمان الإسرائيلي، وأكبر عدد وصل اليه النواب العرب الفلسطينيون.
التفسخ والانقسام والتفرد والاتهامات المتبادلة نتيجة حملة التنافس، دفعت الناخب الفلسطيني نحو الانكفاء والتراجع وعدم الوصول إلى صناديق الاقتراع.
في انتخابات الكنيست الأخيرة 24 يوم 23/3/2021 تراجع التمثيل الفلسطيني في الكنيست من 15 نائباً فلسطينياً في الكنيست الأسبق 23 سنة 2020، إلى 10 مقاعد فقط للنواب الفلسطينيين للكنيست 24 سنة 2021، بسبب الانقسام وخوض الانتخابات بقائمتين متنافستين بدلا من واحدة ائتلافية: 6 مقاعد للتحالف الثلاثي بين الأحزاب: 1- الجبهة الديمقراطية، 2- الحركة العربية للتغيير، 3- التجمع الوطني الديمقراطي، و4 مقاعد للحركة الإسلامية.
السؤال الملح كيف ستكون النتيجة في انتخابات الكنيست 25 يوم الثلاثاء الأول من تشرين الثاني 2022؟؟.
ثلاث قوائم انتخابية تحتاج كل منها حتى تتجاوز نسبة الحسم 3.25 بالمائة من نسبة عدد المصوتين، بما يوازي 4 مقاعد برلمانية، كحد أدنى للقائمة الفائزة، ولأكثر من 140 ألف صوت انتخابي.
في انتخابات الكنيست السابقة 24 يوم 23/3/2021، وصل إلى صناديق الاقتراع 4 ملايين و410 آلاف ناخب، مما يعني أن المقعد البرلماني الواحد يحتاج إلى 36 ألف صوت، ولدى الانتخابات التي سبقتها 23 يوم 2/3/2020، الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع 4 ملايين و553 ألف ناخب، ونسبة الحسم كانت 147 ألف صوت، وللمقعد الواحد 37.943 ألف ناخب.
ولذلك هل يستفيد الفلسطينيون أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة من تجربة الوحدة الائتلافية التي عززت من مكانتهم وتمثيلهم وفرضت حضورهم كمواطنين صامدين في وطنهم وهم أهل البلاد وأصلها؟؟.
و هل يتعلمون من تجربة الانقسام والتفسخ التي باتت مرضاً يعصف بهم، ودلائل نتائجها واضحة جلية عليهم، وهم مقبلون على نتائج أسوأ من السابق، فبدلاً من الائتلاف والوحدة بين الكتلتين البرلمانيتين: 1- المشتركة، 2- الموحدة، تحولوا إلى ثلاث كتل مما يفرض اليقظة والحرص وزيادة النشاط والتفعيل لعل عدد الواصلين إلى صناديق الاقتراع من الفلسطينيين يزيد ويكبر ويلبي تغطية احتياجات القوائم العربية الثلاثة حتى يوفر لها فرص الفوز والنجاح.
ليست بريئة أدوات الانقسام ومظاهره السائدة لدى الفلسطينيين، في مناطق 67 بين فتح وحماس، وفي مناطق 48 بين الأحزاب والكتل البرلمانية وبدلاً من مواجهة المستعمرة واحتلالها وظلمها وتمييزها وعنصريتها بالوحدة الفلسطينية، يقدم الفلسطينيون هدية مجانية لمن يضطهدهم ويسرق وطنهم ويصادر حقوقهم ويتطاول على كرامتهم، يواجهونها بالانقسام والتفرقة والاحادية، وهي خدمة مجانية يقدمها الكل الفلسطيني لعدوهم: للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.