لا أخفيكم سراً عندما تم طرح أسمي من قبل مجلس نقابتي نقابة المهندسين الأردنيين كممثلا لها في صحيفة الدستور ،واجماع الزملاء نقيبًا واعضاءًا على إختياري ،قدّرتُ لهم هذا التكريم والإحترام كثيرا ،فهم على معرفة تامة بقدرتي على المساهمة في التغيير ، وكذلك من باب معرفتهم بعشقي للقلم «فأنا كالقِدر لا يركب مزاجه إلا على ثلاث»، لا يوجد بينهما الثلث المعطل (فوطني وقلمي وهندستي ) هم شغلي الشاغل ، هكذا تربيت وهذا طبعي لن يتغير إلا عندما تفارق الروح الجسد،
ولكن ومع هذا التكريم واقولها بصدق لم أشعر بالفرح كثيرا للوهلة الأولى رغم عشقي للصحافة كما قلت ، وليس خوفا من العمل التطوعي الذي أدمنت عليه لعشرين عام مضت، وكذلك ليس انتقاصا من الدستور صحيفة الوطن الأولى ومهبط قلوب الصادقين وارشيف الوطن الراسخ عبر الزمن ،
ولكن لتجربتي الخاصة في الشركات المتعثرة ولعلمي بما حل عليها من دمار ، وخصوصا أنني منشغل الآن في شركة أخرى تطاولت عليها أيادي الفاسدين( فأخذت ما تبقى لي من وقت ) وهنا أتحدث للتوضيح عن الشركة الاهلية للمشاريع و كرئيس لمجلس ادارتها.
لذلك قلت بداخلي يكفيني الأهلية وملفاتها فالخيرين كثر من الزملاء، ولكن ومن باب الفضول فتحت سجلات الشركة المودعة كإفصاحات في بورصة عمان ، فوجدت الهم هو الهم فتحركت ثلاثية (القِدر) وراودتني عن نفسي وما تبقى لي من وقت فراغ ،فهمست في وجع الوطن من جديد، لمعرفتها بأنني لن أردد ما قيل وَهَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ، فشعاري على الدوام أن كنت صادقا ستصلح بعطرك ما افسدته أيادي العابثين والفاسدين ،فمازال على هذه الأرض ما يستحق العمل والبناء والإنجاز…
صدر القرار من مجلس النقابة وتم تكليفي بذلك ، وكان الاجتماع الأول ، ذهبت اليه متراخيا "إجر لقدّام وإجر لورا" : فكما يقال من تلدغه حيه بيده يخاف من جرة الحبل، وقلت لن تكون الدستور بحال أفضل من شقيقاتها الرأي والغد، ولن تكون بحال أفضل ماليا واقتصاديا من الشركات المتعثرة فحالها كباقي الشركات التي نُهبت ذات يوم..
ومع ذلك قلت في خاطري دعني أجرب وكان الاجتماع الأول !!
واقولها بصدق جالست رجال دولة ومال واعمال وسياسة واعلام وثقافة وعلم ومعرفة، جالست كبار البلد الحقيقيين وتعلمت منهم الكثير الكثير، ولكن كان لهذه الجلسة مسار أخر وطريقة جديدة لم اعتد عليها في اجتماعاتي من قبل ،
للوهلة الاولى تجد نفسك في مجلس وزراء من العيار الثقيل ( الكل معبي كرسية) فالرئيس والاعضاء تم اختيارهم على (المسطرة )وهم من أهل الخبرة والمعرفة والقوة والامانة ، صناع رقابة حقيقية ( فيش عندهم بصم على بياض) ، أُضيف إليهم طاقم عمل إداري بإتقان، أولهم رجل المهام الصعبة الأخ الكبير ايمن عدينات المدير العام الحالي للصحيفة، لم أعرف عنه إلا القليل من قبل ، ولكن وجدت فيه ومن أول جلسة القدرة على القيادة و حرقة القلب على الوطن و التي نفتقدها اليوم عند العديد من صناع القرار ؛ رجل حازم ولكنه بسيط صادق (منا وفينا ومن طين بلادنا) رفع بحكمته أجهزة التنفس الاصطناعي عن الجريدة وأعاد لها الحياة بكل قوة واقتدار ، وابحر في مهمته الوطنية لانطلاقتها من جديد ، متسلحا بالدعم والاسناد من مجلس الإدارة وكافة العاملين ، فخلال عام من توليه المنصب لم تتاخر الرواتب بعد أن كانت حلم للعاملين لشهور وشهور، تم تأمين مستلزمات الإنتاج ولشهور قادمة بعد أن كانت المستودعات فارغة، فٌتحت ملفات وابرمت اتفاقيات وعدلت آخرى قدرت بالملايين ، وهنالك الخير الكثير قادم بعون الله،
في اجتماعنا الأخير همس في أذني ساعد الصحيفة الايمن وبلدوزر التحرير صاحب القلم الوفير والقلب المحب للجميع الاخ مصطفى الريالات، وقال مبتسما ابو كرم رح يحكي بموضوع يفرحكم ،وكنت قد استفسرت من قبل عن موجداتنا المالية، قال لي نعمل معا على خطة إعلامية إعلانية قادمة الان سيتم عرضها عليكم ، أن كتب لها النجاح ستصبح الدستور نسرا يطارحه الحمام هديلا ، صدقني ستصبح مدرسة لكل شركات الوطن وليس فقط مؤسساتنا الاعلامية ،
عندها قلت حان وقت النشر والانصاف لهذه الوجوة الصادقة ووجب علينا إيصال هذه النجاحات الى الرأي العام فقد قالها ( مصطفى لي فتبسم ايمن وفرح المجلس) وانا أثق بمن اصطفيناهم لخدمة صحيفتنا الغراء
..
في الختام أقول يـدٌ واحدة لا تصفق (وكما يقال التالي للغالي يا ابا عمر ) فطيب الكلام بخواتيمها…
فان حق لي أن اتحدث لكوني أخر المؤثرين في هذا النجاح وما جهدي بين زملائي رئيس واعضاء مجلس الادارة الا جهد المقل ،ألا انك كنت لي رغم قصر المدة نعم الأخ والصديق وللصحيفة العون والمدد،
ساختم بما قاله لي معالي رئيس مجلس ادارتنا الاخ صاحب اللسان الرطب والقلب الصلب محمد داودية والذي غادرنا الى مجلس الاعيان، ليقسم عينيه هناك الى نصفين عين على الوطن والاخرى على الدستور ، قال لي عندما تواصلت معه مهنئا اكتب ما تشاء ولا تهاب الا الله والوطن فلإجل الوطن يا مدحت اكسر واحنا بنجبر ،
سنكتب يا أبا عمر وستكتب معنا فقد تعودت على مقالك اليومي فهي كحبات الدواء للكثير من المعجبين حين ترسلها لي قبل النشر اتمعن بكل ما فيها من حروف،
سأكتب حتى وإن جف الحبر وتمزق الورق ، سنكتب هنا في الدستور ففخامة الأسم تكفي..
سلام على الدستور حين ولدت منذ العدد الأول قبل اذار من عام 1967 ، سلام على الدستور فهي نتيجة اتحاد "فلسطين" و"المنار" ، سلام على الدستور وهي تحمل اسم الشركة الأردنية للصحافة والنشر ، سلام على من
يستحقون السلام أصحاب الأقلام الصادقة..
وشكري لزملائي اعضاء مجلس الادارة كل بإسمه على
جهدهم في عرينهم الدستور، وشكرا من القلب لكل العاملين الصابرين المرابطين ، ولكل من حمل شعارها الى الابد..