عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء".
المرأة هي واحدة من الكائنات الرقيقة التي كرّمها رب العزة في كل الأديان السماوية ولكن في الآونة الأخيرة تعرضت المرأة إلى اضطهاد وعنف شديد يؤثر سلباً على نفسيتها وجسدها.
يعرف العنف ضد النساء بأنه سلوك غير حضاري يتمثل في العدوان والضرب للمرأة، كما حرّم رب العزة و رسولنا الكريم في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية العنف ضد النساء و حث على الرفق في المعاملة مع السيدات.
تتعرض المرأة إلى العنف بشكل كبير في المجتمعات العربية و يُسلب منها جميع حقوقها و حُريتها بشكل عام.
أولى الإسلام المرأة اهتماماً كبيراً و نظر إليها نظرة تكريم و إعتزاز وقد كلّفها اللّه مع الرجل في النهوض بمهمة الإستخلاف في الأرض و تربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم و الإجلال.
يوجد العديد من الأسباب التي ينتج عنها تعرض النساء للعنف الشديد و تدمير نفسياً وجسدياً ومن بين تلك الأسباب: أسباب اجتماعية، سياسية، اقتصادية، نفسية، شخصية، كما تتعرض المرأة للكثير من أنواع العنف منها العنف الجسدي والعنف النفسي والعنف الاقتصادي والعنف المالي.
تنتج الكثير من الأضرار عن العنف ضد المرأة وتتمثل أهم تلك الآثار: صحة المرأة تعد الاكثر تضرراً نتيجة تعرضها للضرب والإهانة والسخرية والتقليل من شأنها وعدم احترام رأيها ، الضرر النفسي نتيجة تعرضها للأذى بمختلف أشكاله ، قلة ثقة المرأة بنفسها وعدم احترام ذاتها نتيجة تعرضها للعنف. وأيضا يصبح العنف اسلوب متوارث من جيل لآخر لانه ينتج عنه اطفال غير أسوياء ، وتلجأ بعض السيدات إلى الانعزال والابتعاد عن الآخرين وإصابتها بالاكتئاب الشديد وشعورها بأنها امرأه ضعيفة.
المرأة نصف المجتمع ولها حق المساواة بينها وبين الرجل ولها حقوقها وحريتها دون أن تتعرض للعنف بكافة أشكاله، فقد كرّمها الله عز وجل و أعلى شأنها لهذا يجب التصدي لأشكال العنف المختلفه التي يتم ممارستها ضد المرأة عبر العديد من الطرق وأهمها نشر الوعي الثقافي بدور المرأة في المجتمع، ومعاقبة كل من يمارس العنف ضد النساء وفقاً للقوانين والتشريعات، وتعويض النساء اللواتي تعرضن للعنف عن الأضرار التي لحقت بهن.