نجد ان الدعاية التي تمارسها الصفوة السياسية الحاكمة بقصد تثبيت اركان حكمها وابقاء زمام السيطرة في يدها هي ما يمكن ان يسمى الدعاية السياسية في النطاق المحلي وقد ترتبط هذه الدعاية بنسق فكري يتصل بتراث بيئي او محلي او بواحدة او اخرى من الايدويولوجيات التي تحاول ان تهيمن في اكثر من نطاق او في نطاق النوع البشري على اتساعه وقد اصبحت الدعاية السياسية بهذه المعاني سمة من سمات الدولة الحديثة بكل ما يخل في تكوينها من جماعات ومؤسسات تتفاعل من خلال العمليات الاتصالية المتنوعة.
وتكتسب الدعاية السياسية اهمية بالغة في نظر الباحثين في مجالات العلوم الاجتماعية والسياسية واذا اردنا ان نرى هذه الدعاية في اشد اشكالها فعالية فعلينا ان نتجه بنظرنا الى تلك الاماكن من العالم التي ساد او يسود فيها ما يسميه الباحثون بالتغير الثوري وتنصرف الثورية عادة الى وصف التغييرات السريعة او الشاملة وان لم تنطوي بالضرورة على استخدام شكل او اخر من اشكال القوة الفيزيقية والتطور التكنلوجي السريع والدعاية الإيجابية ومايقابلها من دعاية مضادة سلبية.
حيث تعتبر الدعاية السياسية جزء من تكوين الرأي العام وهذا يتطلب العديد من الأساليب في الوقت الحاضر أخذت الدعاية السياسية تواجه تطورات حديثة ومن ضمنها عولمة الإعلام، والرأي العام أن فيه الثورة الإعلامية أو تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم قـد قلبـت كـل المـوازين وأضـحى الإعـلام ركيـزة أساسـية فـي بنـاء مقومـات المجتمعـات ، مـن حيـث مـا تبثـه القنـوات الفضـائية مـن روح الصـورة النمطيـة المتصـلة بالأحـداث التـي تجـري فـي هـذا الكوكـب ، ولأن الإعـلام أداة فاعلـة متكاملـه فـلا بد من تفعيـل أدائـه لترسـيخ الثوابت الأساسية للمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى الدور الجوهري لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تشـهدها المنطقــة والعــالم، وتجــدر الإشــارة إلــى أن الوضــع الــراهن، والواقــع الجديــد المتصــل بــالواقع العربــي والعــالم واحتمالاتــه المسـتقبلية أوجــد تحــديات هامــة وخطيـرة، ووضــع علــى المؤسســات الإعلاميـة مسـؤولية مواجهتهــا والتعامــل معهــا فــي الحاضر والمستقبل، وخاصة مع التوقعات بتزايد حدة وتسارع هذه التحديات في المستقبل في ظـل التطـورات والتغيـرات التـي يشـهدها العـالم فـي مختلـف الميـادين وخاصـة السياسـية منهـا.
ولمـا كانـت وسـائل الإعـلام ومنهـا القنـوات الفضـائية والثورة التكنلوجية مطالبة بتطوير بنيتها وفقاً للتطورات السياسية الحادثة في العالم بشكل عام والعالم العربـي بشـكل خـاص حتــى تواكـب كــل مــا يسـتجد علــى السـاحة الدوليـة؛ فــإن ذلــك لـن يحــدث إلا مــن خـلال تطــوير نظمهــا وبرامجهـا وسياسـاتها.
في النهاية وبعد كل ما تقدم يتبين لنا ما هي أهمية الدعاية وضرورة استغلال الدعاية الإيجابية ومحاربة الدعاية السلبية و تمثل الدعاية السياسية أهم وسائل السياسة الخارجية وذلك نظرا للتطور الهائل في مجريات الحياة السياسية الدولية على الصعيد المحلي والدولي وذلك في وسائل الإعلام نتيجة مجريات التطور التكنلوجي الحالية وتقنياتها ويعتمد هذا الشكل من الدعاية على القدرة على اختراق الحاجز الايدولوجيا المحيط بالدولة المتوجه إليها واختراق الحاجز المادي الموجود على الحدود السياسية والجغرافية.