نعودك محملين بكثير السلام والأماني والعافيه , يصير صهيل الخيل صدى حين تغيب. في غيابك الطاريء كنا نمتد في غيبوبه غامضه طويله تضيع فيها الاتجاهات وتغفوا فيها الخطوات,أنت أكثر من أقدر واحترم ولا يعنيني الكتابه عن اسماء ذابله أو عن مرتعش رديء موهوم بالامتلاء .
شئت ان تظل نظيفا كدفترفي حقيبه تتوالد منها أساطير الانتباه كالاغصان في اعالي الشجرفتأتي فاردا عطرك مثل سقوط الامطار ممتشقا تيجان الأحرار, حلقت صقرا أسير الرياح يراقص وطنا بأعلى السحاب,لا تملك شيئا الا من رجل سكنته الأنسانيه ومحبه الناس والأمثال الناصعه , عملت لوطن نفرط في الدنيا ولا نسمع كلمه جارحه فيه.بلادنا البهيه المسوره بالعز والفخار أثقلت غصونها بالورد والشوك المحلى بالندى يفوح عطرها اذا جاءت مواسم القطاف نسبق الطيورالى خيراتها فنقطف الذي نضج ونملأ السلال بالخصب ولم تزل يدك البيضاء الثابته في الجذور في القلوب واقفه تتحدث عن مبادره لفقير ومعوز ومحتاج وأمنت بوطن سيظل ينجب الفرسان والزيتون والسنابل والزعتر .
لا لن نسأل ابواب روما عنك فأنت المهذب النفس والأطهر عمرا ، حملت تباشير المحبه والسلام وكنت رسول الملك الذي يعرف دربه تبني أعشاشا وتعزي في مصائبنا تضيء عتمه ولم تغلق الباب للقادمين وترسم احلاما تنبت السنه وغلالا وحروفا وتطلق امطارا وصهيلا وسهولا نهضت فصارت الخوابي تعج بالماء وتعيد لنا من لجه الشقاء دحنونا ونسرينا , فالأماني لم تزل رهن دربك ما لها من دونك ميناء ,اذا ما كتب التاريخ مأثره " لا يقطف الشهد من لا يقتني النحلا" وسنبقى منك غصنا يعتلي قمما وينشر ظله خيطا من الشمس .
يا عمان لا تطلقي الشمس في أعقاب غيبته فشمس الضحى دائما تعصي تشارينا , هات يديك نحنيها عطرا جاءت بخير تمد يدا تحنوا وتمسح هما كان مسكونا , تكتفي برساله حملت اليك سلامها ورضيت بابتسامه فتحت نوافذها اليك فاشرقت في روحك الخجلى كانت احب اليك من كل الحياه . كم مرت من السنوات ما قلصت الخطى وما صرت غصنا ذابلا أو شجره جفت ,فليس للمرء الا ما غرس فقد كتبت بيديك ميثاق النهار لتصحوا قبل الشمس وتعلن بدء انبثاق الفجر ليس يشبهك سوى التعب الذي القى عباءته عليك اما غيرك يأتي فارغا من كل شيء ما له ظل ولا ثمر ولا يرجى لمتكأ على تعب الزمان .
فانثر عطرك وأمضي مسكونا باحلام الفقراء والمحتاجين واشرق بوجهك الباهي فأننا نتشرف برحلتنا بذات ارض آمنين نسأل الله لها انتصارا وعزا ومجدا في ظل حادي ركبها جلاله الملك المفدى بمدرسه هاشميه دروس في مداها وعبر جاوزت في محتواها الكتبا .
أبا الحسن لم تزل ذلك الأردني ما تغير دما سرى بعروقه وبقيت دفقا حاضرا في نبضه تتهجى مقدم الزائرين والحجاج والأصحابا مشرعا للجميع الأبوابا فتطوي عليهم الرمش والأهدابا وقد كان من غلق قبلك الابواب وكبل المنافذ بحاجب وحجابا .
أتحسب ان الأرض والناس لا تبحث عنك فانت أبن الارض وسيشهد شاهد من أهلها أنك سنابل الأهداب لهذي الأرض سنأتيك نحمل في أكفنا حفنه من الضياء ونبحث عنك بين الحرف والمعنى فبأسم الله القادر ومن كل البلاد قاصيها ودانيها نرفع الأكف ضارعين أن يمد بعمرك وتبقى ترفل باثواب السلامه والعافيه أنه سميع مجيب .