وقوفاً أيّها الأردنيونَ البواسل وقوفاً أيّها الجندُ الشجعان، فقد تربَّص بنا غادرٌ مارق، ينشد شق صفنا مستغلا تخبط حكومة وترددها في مواجهة وجع المقهورين والجياع.
دم جنودنا يعرفُ مسراه حيث لم يتوقف عن النزف عبرَ النهرِ و وفوق أرض الكرامةِ وحول أسوارِ القدسِ، ولن يتوقف على كل حد وثغرٍ يذود فيه عن الأردن .
لا زلنا نحفظ وجوهَ شهدائِنا الأبرارِ في بابِ الوادِ واللطرون، كما نحفظ صورة معاذ وسائد وأخيرا صورة عبدالرزاق الذي يبكيه اليوم كل بيت في تخوم الأردن-صحاريه وبواديه كما قراه ومدنه-.
الحزن اليوم يلتف من معان والمريغة وصياغة والنقب والشوبك والطفيلة وذيبان، حتى يصل سحاب وماحص وصولا إلى الكفير وصافوط والعالوك ورحاب والهاشمية والسخنة، انتقالا إلى الرمثا وملكا وعقربا وعبلين وبرما.
اليوم ينهضُ الأردنيونَ بالحزن ذاته وبالعزمِ ذاتِه، والصبرِ ذاتِه، يعضّون على الجرح ويربطون على بطونهم حجرا اتقاء الجوع و يعضّون على وطنهم بالنواجذ.
السلامُ لعبد الرزاق الدلابيح الذي بلا شك كوته نار الأسعار كما كوتنا جميعا، وربما أشغله سعر "جالون" الكاز وكان يفكر فيه قبل أن تنال منه يد الغدر، فعبد الرزاق منا وليس "منهم"، عبدالرزاق ابن الأردن الدولةِ، والوطنِ، والروحِ ، والهوية.
ابن الثابتين على الحقِ، والعدلِ، والكرامةِ والحريةِ.
وقوفاً أيها الاردنيون فالضرب بيد من حديد على يد العابثين بأمن الأردن وأستقراره يجب أن تشمل الذين عبثوا بصمتهم وتلكؤهم عن وقف ما يجري وتلمس وجع الناس وفقرهم وإحساسهم بالبرد والصقيع.
السلامُ لروحِ عبدالرزاق، فحينَ أخطأَ الموجّهُ في التّصويبِ والاحتجاج، كان الثّمنُ تلك الرّوح الأردنية التي يحارُ الحرُّ منّا: بأيِّ ذنبٍ قُتلتْ.