من يملك الأمل يملك كل شيء ولكن علاقتنا معه ملتبسة ؛ خوف واستغراب , ومحاولة البعض احتكار أسبابه , وغيمة سوداء رهيبة تغطي زرقة السماء , وطفل بيده عود ثقاب يعتقد النار غنيمة , وفي النفير يغيب عنه غفيره خوف على المستقبل لا خوف منه والترقي بعد أن كان أمل تحول إلى هاجس والعاقل كالمغفل في حيرة .
فما جدوى الكلام والفعل إن كان الأمل دون جدوى , أين ستذهب رقعة خصيبة رغيدة آمنة عندما يتنكس الواثق في سياق الخوف وقطع الرجاء والحديث عن قلة الحيلة واستنزاف واضح للمساحة الآمنة وتداخل بين الغث والسمين وصوت الرعد يطغى على صوت فلاح مسكين يرعى شياهه وعلى بيدره بعض قمح ويلهو رويبضة وفي الاغلال قُيد بنصله السكين .
جهل يكشف عن وجه القبيح ,وخوف من التصريح والتلميح بحجة المكسب , وطأطأة الرأس لمرور الغيمة ديدن المساكين ؛ الغيمة إن لم تمطر تُستمطر .الصبر مفتاح الفرج , والفرج تخطه يد الفلاح والجندي , ومن ربط على بطنه منديل فالجوع أهون من التسكع على موائد اللئام هذا يعطي اشارته وذاك يمنح على طريقته ؛ الطفل بحاجة لرغيف خبز , والاعلاف للبهيم.
بشارات الأمل أقوى من غيوم التشكيك والشتيمة والقلق مبنى النفوس الصغيرة, ومنذ ربيعنا العربي وخيوط مسمومة تتسلل في دواخلنا وتستنزف آخر أمل فينا لتكرار تجربة الصراع دون داع ويغيب صوت العقل أمام هذا الهدير فالجوع حق إن كان من أجل أن تبقى النفوس عظيمة .
ولادة من الخاصرة هي الأوطان الكبيرة واثم الجهل والكبر يملأ المساحات دون موازنة بين تحد وفرصة ودون حساب ربح وخسارة ودون أخذ بالتحدي ودون مراعاة لقواعد الحوار وحرية الموقف بل هناك فرض للمواقف بحجة أن هذا عميل وهذا خائن وهذا جبان وذاك مستوزر أو عميل لفرز الناس ومحاولة إجبارهم على ارتداء عباة ضيقة جدا وكأن من صممها لإبراز عوراتنا بحجج حفظناها ؛الرجولة والشهامة وكأن داحس والغبراء هي صوت العقل والمنطق لذا سكت الجميع رغم أن القارب واحد والغرق واحد والنجاة للجميع .
لاتخالفهم الرأي تهمتك جاهزة ؛ مسحج , وباحث عن وظيفة , أو منصب وقد تكون مستوزر واسكت عندما يعبث المتمرد في المتردد هذا مسحج بامتياز وهذا باحث عن ضوء فلا تخالفهم الرأي تهمتك جاهزة.
من يراوغ الاوطان يستنهض خيبتها وذلها ومن يحاول تسجيل الاهداف تحسب عليه والاوطان ملك للاغنياء والجياع والكتابة في هذا الوقت انتحار لأن العنوان حقيقة والحقيقة تؤلم لكنها كلمة حق وجبت ومثلنا لا يتزلف لسلطة لكنه في مزلج الوطن ذات يعي حجم الخطر ويعي من صنع الخطر ويعي أبعاده ويعرف المتسبب والمتأمر ويعرف أن الموجة يركبها القارب والطحلب والسمكة والحوت وكلها ستصطدم بالشاطىء وهذا يقيننا أن الله حماها ومن ثم الاحرار على حِماها .