في مثل هذا اليوم الموافق 15/1/2012م ارتقت إلى العلياء إلى بارئها روح الشهيد الطيار الملازم محمد احمد القزازة بعد تحطم طائرته أثناء أداء واجبه في سماء وفضاء الأردن.
نعم لقد رحل الشهيد محمد وكان يحمل أوسمة التفوق والنجاح والتميز والإبداع والعطاء فكان قد حصل على مرتبة الأول في الطيران الحربي النفاث أثناء التدريب، والأول في الطيران اف ١٦ وكان متميزاً في كل مجالات التعليم والتدريب...
وكان ذكياً المعياً وحصل على معدل ٩٩% في الثانوية العامة
ارتقى الشهيد محمد رحمه الله فكان ذو خلقٍ ودينٍ ...
كان يمتاز بأخلاقه العالية الرفيعة فكان يوقر الكبير، ويعطف على الصغير، كان بشوشاً بساماً سمحاً، لا يذكر أحداً إلا بخير، يحب الخبر للناس، عف اللسان، مليح الحديث والكلام...
حدثني أحد أستاذتي يقول كان إذا لقيني محمد يسلم علي وقد سلم علي بحرارة شديدة وشد على يدي بعد صلاة الفجر من يوم استشهاده وكان حريصاً على حضور صلاة الفجر معنا في المسجد فكان سلامه يومها وكأنه سلام مودع ...
كان رحمه الله من أهل القرآن ولا نزكي على الله أحداً، فكنت أسمع له القرآن وهو طفل فكان حفظه مميزاً، كان باراً بأمه وأبيه وجدته التي كانت تحبه كثيراً وباراً بأهل بيته وأقربائه جميعاً ...
كان رحمه الله لا يصعد إلى طائرته حتى يصلي ركعتين ويتصل على والدته لتدع له ثم يصعد إلى الطائرة متوكلاً على الله تعالى ... فقد كان محافظاً على صلاته خاصة في المسجد مما أكسبه حب الناس وأهل بلدته وأصدقائه ولما كان يتصف به من الصدق في الأقوال والأفعال ...
رحل الشهيد محمد رحمه الله وارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها وكلها شوق لتلتقي بنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولتعانق روحه أرواح الصديقين والشهداء والصالحين... ولتعانق أرواح الشهداء عمر بن الخطاب وعثمان وعلي وطلحة والزبير وشهداء بدرٍ، وموتةَ، واليرموك، وحطين، وعين جالوت، والكرامة، وفلسطين والقدس لتعانق أرواح الشهداء من جيشنا الأردني الباسل
أيها الشهيد الشاب ما زلت أذكر كلماتك الطيبة وابتسامتك الجميلة كنت أراك رجلاً كبيراً منذ طفولتك ما نسيتك يوماً أبداً مذ رحلت عنا وأنا أدع لك بواسع الرحمة والمغفرة...
فنم يابن الخالة قريرَ العينِ هناك في جنات الخلد نحسبك عند الله تعالى تغدو فيها وتروح بين نعيمها وحورها فلك فيها بأذن الله ما لا عين رأت ولا أذنً سمعت ولا خطر على قلب بشر.
رحمك الله يا محمد وجمعنا الله بك في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ...