لم تكن العلاقات الأردنية الفلسطينية مجرد علاقة بين شعبين أو دولتين بل كانت وعبر التاريخ، هي علاقة مصير مشترك وحضارة واحدة، بنيت بأسس قائمة علي المبادئ الراسخة التي أسسها الأجداد لتمتد عبر الأجيال ولتشكل أنموذج لصياغة المستقبل الواعد بين الشعبين.
الأردن بالنسبة للشعب الفلسطيني، حضارة التاريخ وبوابة فلسطين وعمقها التاريخي والعمق العربي النابض، وجسور المحبة والتواصل، فالعلاقات الأردنية الفلسطينية هي علاقات تاريخية ثابتة.
الملك عبد الله الثاني قائد الدولة الأردنية اعتاد أن يحمل على عاتقة القضايا المهمة في الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية،
كعادة جلالته، وخلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية، تطرق إلى المستجدات الإقليمية، وبخاصة القضية الفلسطينية، إذ جدد جلالة الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاهها، ورفضه للإجراءات الأحادية، وضرورة وقف التصعيد واستعادة الهدوء لتوفير أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لقد شدد جلالته على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام.
في خلال لقاء جلالته بالرئيس الولايات المتحدة الأميركية، بايدن، تم عقد مباحثات مهمة حول سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات.
لقد بحث جلالته مع بايدن آخر المستجدات في الإقليم والعالم، وآخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودور الولايات المتحدة المحوري حيالها، وخلال نفس الزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية ألقى جلالته خطابا في حفل فطور الدعاء الوطني ال 71 بواشنطن، واستذكر خلاله استشهاد جلالة الملك المؤسس عبد الله بن الحسين على عتبات المسجد الأقصى المبارك، ونجاة جلالة الملك الراحل الحسين، (الأمير الحسين آنذاك) من تلك الحادثة، وأثر ذلك اليوم على جلالته.
مستذكرا كيف كرس جلالة المغفور له الملك الحسين حياته للعمل لتحقيق السلام حتى أثناء صراعه مع مرض السرطان.
زيارة مهمة ولقاءات عقدها جلالته مع قيادات بمجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الذين أكدوا بدورهم على أهمية المملكة الأردنية كشريك محوري في الشرق الأوسط ودوره في تثبيت الاستقرار والسعي نحو السلام.
كما أشار وزير الخارجية الأميركي بلينكن إلى أهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة بالقدس في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
وجددت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس التأكيد على التزام بلادها بدعم الأردن، مشددة على أهمية دور المملكة في الحفاظ على الوضع القائم في القدس، وحماية المقدسات فيها بموجب الوصاية الهاشمية، إضافة إلى سعي الأردن الدائم لتحقيق السلام.
الموقف الأردني الثابت من أن القدس الشرقية أرض محتلة، والسيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
في ذكرى الوفاء والبيعة الرابعة والعشرين نستذكر مسيرة تاريخية لحياة سياسية حافلة يعتز ويفتخر بها الأردنيون.
الأردن، انطلاقاً من مسؤولياته التاريخية، وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية التي يتولّاها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، واصل دوره في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحمايتها، وتعزيز صمود ألشعب الفلسطينى على أرضه، بالتنسيق الكامل مع الأشقاء في دولة فلسطين، وبدعم إقليمي ودولي رفيع المستوى.