نيروز الإخبارية : بقلم د. محمد طالب عبيدات.
"الأمن المجتمعي وأثره في وحدة الأمّة" هو عنوان المؤتمر الدولي الذي نظّمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية وبرعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء وبحضور علماء من أكثر من خمس وعشرين دولة، حيث محاور المؤتمر ركّزت على مفهوم ورؤية الأمن المجتمعي وإرتباطه بظواهر الإرهاب والتطرّف والكراهية وعرض نماذج ناجحة لتحقيق الأمن المجتمعي ومكافحة التطرّف وتعزيز السلم المجتمعي والمدني، وتمخّض عن المؤتمر توصيات ركّزت على الركائز الفكرية والرؤى الواقعية القابلة للتطبيق:
1. جاءت أهداف المؤتمر في وقتها لغايات تعزيز الحس الوطني لدرء دعوات الفوضى والعنف، ولبيان خطورة التطرّف والإرهاب بأشكالة كافة وخصوصاً الفكري، ودور الأمن المجتمعي للمضي قدماً في عجلة التنمية، ولتعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر، والتأشير للنخب الفكرية والعلماء لترسيخ قيم السلم المجتمعي، وضرورة إيجاد تشاركية مجتمعية للبناء على السلم المجتمعي العالمي والإنساني.
2. نحتاج اليوم قبل الغد لخطاب تنويري وتجديدي وفكري ودعوي عصري لدرء فتن التطرّف والتكفير، كما نحتاج لفتح آفاق الحوار البنّاء ولغة الوسطية والإعتدال وقبول وإحترام الآخر، وضرورة تجديد الفقه الإسلامي صوب المعاصرة.
3. عمّان كعادتها دوماً وكعاصمة للوفاق والإتفاق ومنطلق لرسالة عمّان هي واحة خضراء وأرض آمنة لإنطلاق دعوات الوسطية والتسامح والإعتدال والإنفتاح والعدل والإلتقاء بعيداً عن الإقصاء والإستبداد والحصار والعنف وغيرها من المصطلحات السوداوية.
4. دعوات وحدة الأمة تنطلق دوماً من هدي الوسطية والإعتدال والرحمة ومكارم الأخلاق والعدالة السياسية والوعي والتعايش وإحترام الأديان بعيداً عن مجتمع وطفيليات الكراهية والتطرّف والغلو والإرهاب وإستحكام الجهل.
5. التطرّف محسوب زوراً وبهتاناً على الإسلام، والإسلام منه براء، والإسلام فوبيا ذريعه خلقتها قوى الشر والقوى الدولية المتصارعة للإساءة لهذا الدين المبني على السلام والتسامح والحوار والوسطية.
6. رسائل كبيرة وجّهها المؤتمرون لقمة الرياض القادمة لغايات المساهمة في وحدة الأمة ودحر الإرهاب والتعاضد للوقوف لجانب قضيتنا المركزية الأولى في القدس وفلسطين عامة، وضرورة سلوك الحوار البناء لحل المشاكل والتحديات التي تواجه الأمة.
7. أكّد المؤتمرون على تعزيز دور الخطاب الديني المستنير في مواجهة الفكر الإرهابي والتطرّف وخطاب الكراهية، وتعزيز الوسطية ونشر الوعي وإمتلاك مشروع نهضوي شامل للأمة، مع ضرورة الحفاظ على الهويّة والحضارة الإسلامية.
8. حمّل المؤتمرون الجامعات والهيئات العلمية والدعوية مسؤولية تعزيز دورها التربوي لتأصيل الأمن المجتمعي والوحدة، وضرورة فتح قنوات الحوار والتواصل مع الجميع، ونبذ دعوات الفرقة والإحتراب والإستعلاء وغيرها، وضرورة تحقيق معادلة العيش المشترك والشراكة والسلام والإصلاح المجتمعي الشامل والبناء التنموي والرؤى الإيجابية.
9. منصّات التواصل الإجتماعي والإعلام الإلكتروني والمنابر الدينية والشبابية والإعلامية والتربوية والتعليمية والفكرية وغيرها لها دور كبير في خلق حالة الوعي لدى جيل الشباب وتبصيرهم بمفاصل وحدة الأمة والأمن المجتمعي والمصير والمستقبل الواعد.
10. الإخلال بالأمن الفكري وحالات الفساد والتطرّف وغياب الوعي والخطاب الإنفعالي وغيرها أدّت إلى حالة الهوان والخلل بالأمن المجتمعي التي تعيشها الأمة، ووحدة الأمة وإمتلاكها لمشروع نهضوي هو بداية لخروجها من هذا النفق المظلم!
11. الرؤى الملكية السامية التي جعلت من الأردن نموذجاً للأمن المجتمعي والفكري تجعلنا نحن الأردنيون فخورون برسالة عمان وأسسها الفكرية وإلتزامنا جانب الصواب المنبثق عن ديننا الحنيف وإظهارنا لصورته الحقيقية.
بصراحة: نحتاج لهكذا مؤتمرات لغايات توحيد الرؤى والتوجهات صوب خطاب إسلامي فكري متجدّد لمحاربة التطرّف والإرهاب والحفاظ على السلم والأمن المجتمعي، ونحتاج لترسيخ خطاب الوسطية والإعتدال بين جيل الشباب لمحاربة الفكر المتطرّف بالفكر الوسطي، وشكراً من القلب لكل الجهود المخلصة لإعداد هكذا مجهود فكري وإنساني وأمني وعقلاني ودعوي ووطني وعروبي واعي وعصري.