ارتبطت شخصية الشيخ سالم مكازي الجريبيع بني صخر بالنكبة فقد شهدها حينما كان في الثامن عشر من عمره، ولا تزال أحداثها طازجة في ذاكرته وكأنها جرت بالأمس .
ورغم صغر سنه أيام النكبة إلا أنه تشرب بمشاهدها التي ظلت ترافقه حتى يومنا هذا فالذكريات ما زالت عالقة بمخيلته والشوق والحنين لفلسطين يخفقان بقلبه.
الشيخ سالم مكازي الجريبيع ولد في قرية سالم مع تأسيس الدولة الأردنية عام ١٩٢٩ و نشىء و ترعرع في بيت الكرم /بيت والده الفارس الكريم مكازي الجريبيع وكانت بداية الوعي السياسي منذ نشأته الاولى إذ وعي على نكبة فلسطين ،مُتأثراً بذلك ورسم بمُخيلته ان فلسطين عربية ولن تتجزأ وانتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 2008/3/10..
فيما بعد نازعته نفسه من ما رأت من ظلم و واقعاً مُر بالأنسحاب العربي حيث احتلت ارضه و هُجروا منها بالتالي عند اكتمال الفكرة و الصوره لديه ، تنتقل بين الاحزاب القوميه ليُنادي بالتحرير ، فانخرط في القتال المُسلح ورافق حاكم السطام الفايز وضافي الجمعان والعديد من الرجالات القومية المعروفين.
بدأ دراسته في الكتاب ثم انتقل الى مدارس اربد طالباً العلم لتوسيع مدارات وافكاره حيث انه كان واضعاً نصل عينه خطه فأنتقل بعد ذلك الى العمل الفذائي وانخرط في الاحزاب القوميه ليتُم دراسته في سوريا حاصلاً على شهادة دبلوم في الزراعة لأهمية الزراعه في ذلك الوقت والاستقلاليه بالثروة النباتيه والاعتماد على المصادر الداخليه والاكتفاء الذاتي للنهوض بالامه .
الشيخ سالم الجريبيع كان مُعارضاً للفساد مخاصماً للفاسدين في هذا الوطن وذلك في إيام الأحكام العُرفية.
ومن زعماء تلك الحقبة حيثُ أثبت وجوده السياسي والعلمي لإتصاله جغرافياً بشتى رجالات الدولة ليُصبح منارة علمية وسياسيه ودينيه وكان رحمة الله عليه من رجالات البدو الذين يتشاورون من قبل كبار القضاه وعالماً بعلم الانساب تحديداً في قبيلة بني صخر .
ودائما ما كان يؤكد الشيخ سالم مكازي الجريبيع أنه لا يوجد أغلى من الوطن وأنه ينقل رسالته لأبنائه وأحفاده بأن الفرج قريب والعودة حتمية رغم الصعوبات، وقساوة الظروف، التي قال إنها ستزداد خلال الفترة القادمة "وحينها سيتعرفون على أرضهم، التي حرموا منها ومن معرفة معالمها".
كان رحمة الله طيب المعشر والخلق طلق اللسان والوجه صديقاً لمن يصادقه و يكبُر الأنسان بحضرته ويصغُر المتعجرفين امامه ترك بصمة في تاريخ الأردن والمنطقة والعالم العربي لأخر رمق و ترك ارثاً من صداقات طيبه كريمه رحمك الله ابا فواز و اسكنك فسيح جنانه.