لا يمكن أن تبيع الكلام في حارة الصحفيين، علي طريقة لا تبيع المياة في حارة السقايين ،هكذا فعلت الجماعة الصحفية في انتخابات التجديد النصفي لها والتي كانت بمثابة عرس كبير واحتفالية بيوم الصحفي وعيد يتم الاحتفال به كل عامين ،بحضور أكثر من ٥ آلاف صحفي في مبني النقابة بشارع عبد الخالق ثروت والذي شهد اختيار نقيب جديد وهو خالد البلشي وستة من الاعضاء الأكفاء هشام يونس ومحمود كامل وعبد الرؤوف خليفة وجمال عبد الرحيم ومحمد الجارحي ومحمد يحي ،وجميعهم شخصيات نقابية مهنية متميزة قادرة علي مواجهة تحديات المهنة ومستحدثاتها .
وقد أعطت انتخابات الصحفيين صورة مشرفة للانتخابات في مصر والتي أتمني أن تحذوا حذوا النقابة في أي انتخابات أخري تجري في البلاد من حيث الشفافية والأمانة والوضوح والإخلاص والنظام .فقدت شهدت الانتخابات التي تمت بإشراف قضائي كامل ونظام وشفافية نجاح المرشحين المستقلين وسقوط مرشحوا الحكومة علي منصب النقيب والاعضاء ،خاصة بعد تراجع أداء النقابة خلال السنوات الماضية وتراجع هيبة الصحفي ومكانته وتراجع الخدمات المقدمة للصحفيين في مشروع العلاج والإسكان والتشريعات والتدريبات ،فضلا عن فتح لجنة القيد بالنقابة علي مصرعيه لكل من هب ودب ،فضلا عن عدم سيطرة مجلس النقابة علي قيد الصحفيين من خلال القيد الاستئنافية و التي يلجأ إليه كل من فشل في القيد بشكل طبيعي وهذا ضرب المهنة في مقتل وجعلها تسقط في بئر سحيق من العجز واللامبالاة وقلة الحيلة، بدخول أشخاص لا ينتمون المهنة ودخلاء عليها ،ساهموا بشكل أو بأخر في اسقاط المهنة بشكل كبير!
فضلا عن تراجع ملف الحريات بالنقابة واستمرار مسلسل حبس الصحفيين بالرغم من وجود مواد تمنع الحبس الا في حالات ثلاثة ،الجميع متفق عليها ،الا أن هناك زملاء محبوسين وفشلت النقابة ومجلسها السابق في مساعدتهم علي الخروج !
فضلا عن رفض الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ميزانية النقابة التي بها ملاحظات كثيرة ،فضلا عن رصد ٦٠ مليون جنيه لتجهيز الدور السابع فقط بالنقابة ،و٨ مليون جنيه لتغير وجهة النقابة بعد تكفينها لمدة ٤ سنوات ،فضلا عن زيادة التعينات بالنقابة وزيادة عدد الموظفين بها دون الحاجة إلي ذلك !
ناهيك عن اخلاء النقابة من المقاعد والكراسي المعتادة في الدور الارضي والرابع والاكتفاء بوجودها بالدور الثامن فقط .
فضلا عن تهميش دور صحفيين المعاشات في عدم وجود اصوات لهم بالانتخابات وهم من افنوا عمرهم في بلاط المهنة !
أعتقد أن الاعلام الحكومي المسيطر ومعه الخاص الحكومي أيضا هو ما ساهم في سقوط مرشحوا الحكومة في الانتخابات بسبب الحشد الإعلامي الغير طبيعي ،لهم كما حدث مع مرشح واحد فقط ، باستضافته في كل القنوات الفضائية والحكومية وتجاهل باقي المرشحين ،وتوجيه الجمعية العمومية لإنجاح هذا المرشح دون غيره ،فكانت النتيجة هو اتجاه الجمعية العمومية للتصويت العقابي ضده لصالح المرشح الآخر المنافس الاقوي له ،وهو البلشي الذي نجح في منصب النقيب ،وسقوط باقي مرشحي الحكومة من الاعضاء الذين تقلدوا عضوية مجلس الشيوخ بالاختيار اوالتعيين !
كما أن التهاون في ضبط لجنة القيد في السنوات الماضية كان السبب في تراجع المهنة بشكل كبير ،ووجود دخلاء كثيرون بها ! ،فضلا دخول شخصيات بمجلس النواب في القيد النقابي دون وجه حق !
علي كل الأحوال ، فالجماعة الصحفية طالبت التغيير للوجوه الموجود والرهان علي الوجوه الجديدة التي لم تزل حظ العمل النقابي من قبل مثل عبد الرؤوف والجارحي،وبالرغم اختلافات افكار وايديولوجيات أعضاء المجلس المنتخب الجديد ،الا انهم يراهنون علي آلية عمل للمجلس الجديد ونقيبه في جو من الألفية والامل والتفاؤل ،تحت شعار : عاشت وحدة الصحفيين المصريين!