وراء كل طفل يعاني سوء التغذية أم تعاني سوء التغذية أيضا، هذا ما اعتمد عليه تقرير اليونيسف الجديد، الذي كشف عن نتائج مقلقة بشأن سوء تغذية النساء والمراهقات، تحديدا في أفغانستان وإثيوبيا ونيبال وأماكن أخرى.
القائمون على التقرير قالوا إنه من المستحيل القضاء على نقص تغذية الأطفال ما لم تحسن تغذية المراهقات والنساء، فالأم الحامل التي تعاني سوء التغذية ستلد طفلا بوزن قليل يعاني ضعفا في النمو والتطور في مراحل الطفولة المبكرة.
والفتاة المراهقة التي تعاني سوء التغذية ستكبر وتصبح أما بجسد هزيل وتغذية ضعيفة تنعكس على أطفالها فيما بعد، هذا ما وصفة التقرير بالحلقة المفرغة التي تنتقل من جيل إلى آخر.
كما أشار تقرير "اليونيسف" إلى أن المخاوف بشأن تغذية النساء تصاعدت بشكل كبير بعد تأثيرات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا.
لكن ما يزيد الطين بلة أن هناك أسباب اجتماعية تساهم أيضا في تفاقم المشكلة كالتمييز بين الجنسين في بعض الدول الذي يعيق حصول المرأة على الدخل والوجبات والخدمات الغذائية، أو كالزواج المبكر والحمل قبل اكتمال نمو الفتيات، الذي يترتب عليه عواقب وخيمة على تغذية الفتيات والمراهقات وبالتالي على تغذية أطفالهن.
نعم هزالة أجساد الأطفال الأبرياء أمر محزن جدا لكن إن لم يؤثر بصناع القرار إنسانيا قد يؤثر عليهم اقتصاديا، فوفق اليونيسف سوء تغذية النساء الذي يودي لسوء تغذية الأطفال يعني نقص إدراكهم وضعف نموهم وقدرتهم على الإنتاج والعمل، مما يعني انخفاض إنتاجية البلدان ونقص الأجور والغرق في دوامة الفقر والعدموفي هذا الإطار، قال المستشار الإقليمي الأول للاستراتيجيات في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الدكتور فاضل الزعبي في حديث لـ"سكاي نيوز عربية":
الأمن الغذائي في العالم بخطر، وأعداد من يقعون في هذا المأزق بتزايد.
الأطفال والأمهات هم أكثر المتضررين، لعدة أسباب تعود في الغالب لانعدام المساواة بين الجنسين.
في المنطقة العربية تصل نسبة زيادة الوزن إلى 11 بالمئة، وتعتبر من حالات انعدام الأمن الغذائي وذلك لأنه يحصل على سعرات حرارية غير مغذية وغير صحية