عودًا على بدء حول تساؤلاتي السابقة ومتابعة لما كتبته سابقًا عن مسارات الثانوية العامة سأعود وأثير بعض التساؤلات عن تخصصات الثانوية العامة ولن أطيل عليكم بالرغم من أن هناك الكثير الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح لكي يستفيد كل من الطالب والمعلم وإدارة المدرسة وأولياء الأمور قبل الجميع والمجتمع الأردني بشكل عام.
لنعد معًا لنفس المقابلة مع الإعلامي القدير عامر الرجوب ونطرح تساؤلات جديدة حول التخصصات وهي :
التساؤل الأول:
ذكر معاليه عدة مسميات لامتحان الثانوية العامة تارة قال: امتحان الثانوية العامة ، وتارة قال: امتحان التوجيهي، وتارة أخرى قال: امتحان القبول الجامعي هذا يعني بالنهاية أنه ثانوية فكيف يكون ثانوية عامة ويضم الصف العاشر الأساسي؟! لغاية الآن لم يتم التوافق
على المسمى وكيف وافق مجلس التربية على ذلك ؟!
التساؤل الثاني:
فيما يتعلق بالمواد المشتركة بين الصف الأول ثانوي والثاني ثانوي بمستوياته الثلاثة مثلًا: مادة تارخ الأردن أنهى الطالب في الأول ثانوي المستوى الأول والثاني فكيف له أن يتقدم إلى امتحان الثانوية العامة حسب ما ذكر معاليه وهو لم يأخذ مدرسيًا المستوى الثالث ولم يتقدم لامتحان هذا المستوى؟!
والسؤال هنا هل سيتم حذف أحد المستويات أم دمجها؟! وبعبارة أبسط هناك ثلاثة مستويات ( كتب ) لمادة تاريخ الأردن مثلًا لم ينه الطالب إلا مستويين ( كتابين ) متى سينهي الكتاب الثالث ؟! وهل يجوز للطالب أن يدرس ثلاثة مستويات ويقدمها في الصف الأول ثانوي؟! وقس على ذلك باقي المستويات المشتركة…
التساؤل الثالث:
قال معاليه أن هناك ستة حقول ومن ضمنها الحقل الصحي والسؤال هنا إذا درس الطالب الكيمياء والأحياء والرياضيات ومادة أخرى وحصل على معدلٍ عالٍ وكان وزن المواد التي سيقبل بها في الحقل الصحي غير كافٍ للقبول في الحقل الصحي فماذا على الطالب أن يدرس في الجامعة ؟! أم يعتبر الطالب هنا مثله مثل طالب راسب وعليه أن يعيد بعض مواد التخصص لرفع الوزن الذي يؤهله للقبول في التخصصات الصحية ؟! وقس على ذلك باقي الحقول…
التساؤل الرابع:
ذكر معاليه ستة حقول للقبول في الجامعات لدراسة تخصصات علمية وأنا أتساءل هنا: ما مصير التخصصات المشتركة ما بين التخصصات العلمية والإنسانية ولنذكر مثالًا على تخصص التربية الرياضية ماذا سيدرس الطالب في الثانوية العامة لأنها تضم مواد تشريح وفسيولوجي وصحة نفسية وإسعافات أولية وتضم أيضًا مواد تربوية وإدارية واجتماعية وثقافية وفلسفية؟!
التساؤل الخامس:
إذا ما تم قبول الطالب بكلية الطب مثلًا وأراد تغيير تخصص الطب لقناعته بأنه لا يستطيع أن يكمل دراسته في الحقل الطبي ويريد أن يدرس تخصصات إنسانية فهل عليه أن يعيد بعض المواد الإنسانية في الثانوية العامة بالرغم من حصوله على وزنٍ ومعدلٍ عالٍ في المواد العلمية؟!
وهناك العديد من المثالب حول التخصصات الجامعية ولن أتطرق للتخصصات المهنية لأنني على قناعة بأنها بحاجة إلى وقت كافٍ للدراسة والتمحيص وأن نجري دراسات علمية وواقعية وأنا أشدد على ضرورة أن تأخذ التجربة وقتها الكافي لو طال حتى يكتب لها النجاح - إن شاء الله - وهي تجربة إذا ما نجحت ( التخصصات المهنية ) ستكون قصة نجاح تسجل لمعاليه بحروف من ذهب.
وأعود وأذكر هنا أليس كان حريًا بنا أن نستعين بكل من لهم علاقة بالعملية التربوية من خبراء من الجامعات والحقل التربوي والمشرفين التربويين والمعلمين، ومشاركة طلبتنا وأولياء الأمور من خلال بناء استبانة لأخذ آرائهم حول هذا الموضوع؟! وأيضاً الإعلام وهو كما يقال السلطة الرابعة،
وأتساءل هنا عن دور مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب من هذا التغيير فأين هم من ذلك؟! فلم نسمع أي تعليق لا بالقبول ولا الرفض!!
وفي النهاية فما زال لدي تساؤلات أخرى حول آلية امتحان الثانوية العامة أو التوجيهي أول القبول الجامعي إذا ما أُقِرّ من مجلس التربية والتعليم. وأنا أؤكد على مطالبة جلالة الملك حفظه الله ورعاه وهنا أقتبس من قول جلالة الملك " أهمية أن يكون تطوير التوجيهي جذرياً كجزء مهم من النهوض بالعلمية التعليمية” لكن علينا أن نلتقط رسالة جلالته ونبدأ بتطبيقها على أرض الواقع ضمن أطر علمية مدروسة ودون تخبط لكي نضمن التغيير الإيجابي الذي ينشده جلالته