بعد أن أنهيتُ امتحاناتي النهائية للفصل ذهبتُ للجامعة مرّة واحدة، كانت لموعد مسبق مع الدكتور معاذ الزعبي مساعد عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب، لأمرٍ يخصّني يعمل عليه. الدكتور الزعبي أراه دائما من الذين ينطبق عليهم القول الشعبي: (مش فاضي يحكّ راسه).. الرجل في حالة اشتغال دائمة وأتيتُ أنا وصرتُ (فوق الكوم)..!
المهم، أشعر بعدم راحة.. أو لا أجد الكلمة المناسبة الآن لشعوري، فحتى الآن أعاني من فشل في لقاء الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة لموعد مؤجل أو مُرحَّل بيننا منذ أسابيع. وأشعر أيضًا أن هناك أشياء لا أستطيع الكلام عنها وتخنقني ولكن كوني (طالبًا !!) تحتّم عليّ أن أضع صمغًا على فمي وأخرس لكي تعدّي السنوات؛ ولكن بالتأكيد بعد ذاك سأكتب عن كل ما رأيتُ وسمعتُ؛ وسأكتب عن دكاترة يستحقّون مكانة أكبر؛ وعن آخرين يلاوعون ويلعبون بك (لعبَ الفنّة).. هذه التجربة الشقيّة الجميلة التعيسة الفريدة الساحرة لن أتركها تذهب سدى. إن نجحت فخيرٌ وبركة؛ وإن كتب الله لي غير ذلك فإني لن أكون في حالة ندم دائم؛ بل هي شوط في الحياة مشيته بخاطري وبكل أمنياتي وفعلتُ من أجله ما يجب.!
غالبية الطلاب ينتظرون الآن علاماتهم وأنا معهم منتظر؛ وللحقيقة ترميز العلامات (A.B.C) للآن مش فاهم تطبيقه على وجه الدقة لأن نقاشات الطلاب فيه على الجروبات دخّلني في الحيط بالذات لمّا يذكرون هاتين الكلمتين: (إفاريج و سكيل).. المهم أنا قدّمت خمس مواد؛ أربعة شبه متأكد إنهنّ (A) وهناك مادة "حاطّة" علّة على قلبي هي التي أزعجتني علمًا أنها أكثر مادة تعبت في الدراسة عليها.!
آه؛ قبل أن أختم وقبل أن أنسى، في ذهابي للجامعة المرّة الأخيرة ذهبتُ لكليّة الفنون والتصميم وهناك كان في استقبالي صديقي (الجديد لانج) الدكتور إبراهيم الخطيب وهو من أجمل مجانين الفن الذين تعرّفتُ عليهم في شوارع عمّان.. لا بدّ أن يكون له حكايات سأرويها في وقتها..