تُعدّ الجامعة الألمانية الأردنية -وهي جامعة حكومية رسمية- من الجامعات الأردنية التطبيقية الفتيّة التي تمكّنت خلال ثمانية عشر عاما من عمرها أن تقدّم أنموذجًا تطبيقيًا فريدًا يناظر شريكاتها من الجامعات الألمانية التطبيقية تحقيقًا للرؤية الملكية السامية في بناء منظومة تعليمية تواكب كبرى الجامعات في العالم، وبما يمكّنها من تخريج جيل من الشباب الواعي القيادي المثقّف المتسلّح بالعلم والمعرفة والخبرة العملية والعالمية والمهارات الرقميّة واللغويّة التي تمكّنه من شقّ طريقه نحو المستقبل بثقة وعزيمة وتميّز.
ونظرًا للتغيّرات المتسارعة في المجتمعات وبروز أهمية التعاون فيما بينها وتكاملها والضرورة الملحة لتطويع التكنولوجيا واستغلال مقدّرات الدول الاستغلال الأمثل لخدمة البشرية ومواجهة التحديات المشتركة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتوجّه نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حرصت الجامعة على تطوير برامجها وتحديثها بما يضمن المحافظة على تميز الجامعة وخريجيها، وانفرادها بأنها الجامعة الوحيدة في العالم التي تمنح جميع طلبتها فرصة قضاء سنة في دولة مثل ألمانيا يقضيها الطالب في جامعة تطبيقية لمدة فصل ثم يلتحق بشركة ألمانية لمدة خمسة شهور مما يعزز القيمة التنافسية للجامعة ويدعم جهودها نحو تزويد طلبتها بمهارات عصريّة في التواصل والرقمنة والقيادة والريادة والابتكار.
كما تسعى الجامعة الى تشجيع طلبتها على إنشاء المشاريع الخاصة بهم ولذلك أنشأت عمادة الابتكار ونقل التكنولوجيا والريادة؛ لتسهم في نشر ثقافة الريادة والابتكار بين صفوف الطلبة والعاملين فيها، وتحتضن أفكارهم الريادية التي من شانها الخروج بشركات ومشاريع قادرة على خدمة المجتمع والمساهمة في رفد الاقتصاد الوطني وتخفيض البطالة.
أما في إطار سعيها لإعداد خريجيها لسوق العمل لا سيما المحلي والألماني تحديدًا، فقد استحدثت الجامعة تخصصات ومسارات أكاديمية جديدة نابعة من حاجة الأسواق العالمية لهذه التخصصات وزيادة الطلب عليها، من أبرزها انشاء برنامج علوم التمريض الذي سيلتحق به الفوج الأول من الطلبة خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2023/2024 ومن المتوقع أن يستقطب طلبة من الأردن والدول المجاورة نظرًا إلى أهمية البرنامج والحاجه الملحّة له في الأردن والمنطقة العربيّة وألمانيا بالتحديد، وتركيزه على الجانب العملي خلال السنة الدراسية الرابعة التي تشمل التدريب في المؤسسات الصحية الألمانية وما يرافق ذلك من خبرة مهنية ستنعكس إيجابا على الطالب والمجتمع.
كما نهجت الجامعة إلى مراجعة وتحديث برامجها الأكاديمية بما يحاكي التحوّل الرقمي ومتطلبات السوق، حيث استحدثت في التخصصات التي تضمها كلية العلوم التقنية التطبيقية مساري: الذكاء الاصطناعي التطبيقي والروبوتات والأنظمة الذاتية في تخصص هندسة الميكاترونكس، ومسار المركبات ووسائل النقل الكهربائية في تخصص هندسة الميكانيك والصيانة.
أما في كلية العلوم الطبية التطبيقية فبالأضافة الى تخصص الهندسة الكيميائية والصيدلانية، قد تم إنشاء مساري: هندسة الأجهزة والمعدّات الطبية والحيوية، وهندسة الأعضاء الإلكترونية والميكانيكا الحيوية في تخصص الهندسة الطبيىة الحيوية.
وفي كلية الهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات حُدّثت الخطط الدراسية؛ لتشتمل على مسار الجيل الخامس وانترنت الأشياء بتخصص الهندسة الكهربائية، ومساري الأمن السيبراني وعلم البيانات في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤية الحاسوبية والروبوتات في تخصص هندسة الحاسوب، وتمّ استحداث تخصص التصميم والوسائط المعلوماتية المشترك مع كلية هندسة العمارة والبيئة المبنية والذي يركّز على برمجة الالعاب والواقع الافتراضي وعلوم الميتافيرس. مع استمرار القبول في تخصصات هندسة العمارة والعمارة الداخلية والتصميم والتواصل البصري لما لها من أهميّة وما حققته هذه التخصصات من تميّز على المستوى المحلّي والعالمي.
أمّا في كلية الأعمال، فقد بدأ استقبال الطلبة في تخصص ذكاء الأعمال وعلم البيانات، بالإضافة إلى استمرار تخصصات العلوم الإداريّة والعلوم اللوجستية والمحاسبة الدولية الذي تمّ تطويره باستحداث مسار المحاسبة الجنائية فيها.
ولا تزال الجامعة تخطو خطوات راسخة في القبول في تخصصات هندسة الطاقة بمساريها: هندسة الطاقة المتجددة وهندسة القوى الكهربائية، وفي تخصص الهندسة المدنيّة حيث تم استحداث مساري: البناء المستدام والتنقّل الذكي، ومسار الهندسة البيئية والتنمية المستدامة، وفي كلية الانسانيّات التطبيقية واللغات يستمر القبول في تخصص الترجمة (عربي – انجليزي - ألماني) وتخصص الألمانيّة والإنجليزية للتواصل والأعمال.
أما بالنسبة لخطط التطوير والتحديث، فالجامعة تحرص على استقطاب أفضل الخبرات العلمية للمشاركة في الارتقاء بالجامعة نحو آفاق المستقبل، وتتجه وبقوة إلى توفير بيئة تعليمية متميّزة لمنتسبيها عن طريق التحوّل إلى حرم جامعي أخضر وذكي ومستدام وإنشاء مختبرات وحاضنات أعمال تحاكي البرامج التي توفرها الجامعات الألمانيّة يضاف إلى ذلك اهتمامها ببرامج الهيدروجين الأخضر والعمل الاجتماعي بالتعاون مع الجامعات الألمانية الشريكة والتي ستطرح ولأول مرة كبرامج بكالوريوس مستضافة لجامعة فيرتزبورغ-شفاينفورت التطبيقية الألمانية في حرم الجامعة الألمانية الأردنية بدءا من الفصل الدراسي الأول القادم.
إنّ الجامعة الألمانية الأردنية كبيت للخبرة في وطننا العزيز ستعمل جاهدة وفق خطة التحديث الاقتصادي على المساهمة في دعم جهود الدولة الأردنية في التطوير والتحديث في جميع حقول المعرفة والعلم التي تحتضنها بين جنباتها، وستعمل على جلب المشاريع واحتضان الأفكار التي من شأنها الخروج بمشاريع ريادية ومجتمعية تسهم في تنمية المجتمع وتقدمه، وفي التخفيف من وطأة الفقر والبطالة، وفي مساعدة شباب الوطن إلى الانطلاق بقوة نحو المستقبل متسلحين بالإبداع والتميّز وتعزز دورها كجسر يربط بين البلدين ولما فيه الفائدة للجميع.