تمنيت لو طوينا صفحة التوجيهي، لكن يبدو أن المسألة انتقلت من التبرير والدفاع، إلى الهجوم، وصار من لا يصفق للإنجاز العظيم "زعبرجيّا". هكذا وصفه كاتب، بينما سلّم كاتب آخر بتبريرات امتحان الكيمياء، ونتائجه المبهرة من عدد الذين حصلوا على العلامة الكاملة وارتفاع نسبة النجاح؛ وفق تصريح معالي الوزير الذي أوضح أن معظم العلامات العالية كانت من مدارس الحكومة!!!! طبعًا لا ندري إن كانت المدارس الحكومية تنتمي إلى جابر بن حيان، بينما تنتمي المدارس الخاصة إلى كاظم الساهر!! طبعًا لا أحدُ يدري ما مصلحتنا في تقليل شأن المدارس الخاصة؟
يبدو أن هذا تقليد حين قال وزير تربية سابق: إن طلاب المدارس الحكومية تفوقوا على زملائهم من المدارس الخاصة في الاختبارات الدولية.
المهم؛ أن حل أي مشكلة يبدأ الاعتراف بها، ووزارة التربية و"مجاملوها " لا يعترفون بأي مشكلة، مما جعلهم ينتقلون من التبرير إلى الهجوم، وأن من قالوا بوجود المشكلة "زعبروا".
لنصدق أن امتحان التوجيهي خلا من الشوائب؛ لا بأس، فقد قال جاليلو: إن الأرض ليست كروية ولا تدور ! كان ذلك حفاظًا على روحه، لكن من أجبر محازبو الوزارة على إنكار وجود المشاكل؟
التوجيهي بحاجة إلى تطوير، لا في مواده وسنوات عقده، بل في لوجستياته بدءًا من معايير اختيار واضعي الأسئلة، ومرورًا بعمليات الإعداد والتنفيذ والإخراج والإعلان، وتسوية آثاره على الطلبة من غير ذوي مقاعد جامعية.
التوجيهي بديل سهل ومغرٍ لإصلاح التعليم، ومن يدير التوجيهي ولو- ببلاويه المشهودة- يستطيع ادعاء كفاية الإصلاح!!
وتبقى الأسئلة:
هل صحيح أن التوجيهي يجب أن يكون:"صُنِع َ" في وزارة التربية ؟
وهل صحيح أنّ الجامعات الأردنية "تلبّستْ فكرة العجز المكتسب عن تنظيم القبول التي روّج لها كثيرون؟
وهل فعلًا أن علماء الوزارة أكثر قدرة على وضع معايير القبول الجامعي أكثر من علماء الجامعات؟ وإذا كان هذا صحيحًا ، فهل يجوز أن نقبل فكرة عجز علماء الجامعة عن إعداد امتحان قبول؟
وهناك أسئلة أكثر عمقًا:
هل من أدار امتحان التوجيهي-ببلاويه- قادر على تطويره؟
والسؤال الأكبر: على ضوء ما سبق، هل نجحوا في تسويق فكرة: تطوير التعليم يبدأ من تطوير التوجيهي ؟