نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية ...بقلم د. محمد طالب عبيدات.
بمناسبة يوم المرور العالمي أقامت مديرية الأمن العام إحتفالية برعاية معالي الأخ وزير الداخلية تشرفت بحضورها كالعادة السنوية في ذلك، وكانت تحمل العديد من الرسائل للسائقين والمواطنين والشركاء، إذ أن حوادث السير ما زالت تحصد المزيد من الأرواح البريئة، بالرغم من إنخفاض الوفيات والجرحى بنسبة أقل من ٨٪ و ٦٪ على التوالي، واﻷسباب في مجملها تتلخص معظمها لطيش بعض السائقين والسرعة الزائدة، ثم بسبب المركبة والطريق والبيئة، لكن يجب إبداء الملاحظات اﻵتية:
1. بالرغم من إنخفاض نسب الوفيات والجرحى الناتجة عن حوادث المرور، ما زال اﻷردن يحتل مرتبة متأخرة نسبياً في برامج السلامة المرورية ومؤشرات ذلك أعداد ونسب الحوادث المرورية العالية.
2. الحلول الهندسية والتوعوية لم يجديا نفعاً لتقليل نسب الحوادث وربما الطريقة اﻷنجع هي المخالفات المرورية بكل انواعها ووسائلها، والدليل على ذلك كثرة الكاميرات التي باتت تضبط سلوكيات الكثيرين من السائقين خوفاً من دفع المزيد من المخالفات.
3. بعض المواطنين يتألمون عند دفع المخالفات بيد أنه لا يتألمون عند التسبب بحادث أو وفاة أو جرحى، وهنالك قصص لحوادث تدمي القلب قبل العينين.
4. 'كيف ترى قيادتي' من يكتب على مركبته هذه العبارة هم اﻷكثر مخالفة لقواعد المرور مع اﻷسف، وكذلك المركبات الكبيرة نسبياً.
5. السياقة فن وذوق وأخلاق، لكننا للأسف لم نعد نرى فيها ذلك البتة، والمهم أن نتّقي شرور السائقين الآخرين.
6. لا يوجد أزمات مرورية بالمطلق لكن يوجد أزمة أخلاق وفقدان منظومة القيم عند البعض.
7. إستخدام الخليويات بات سبباً رئيساً من مسببات الحوادث، وخصوصاً أن حوالي ٨٠٪ من السائقين بالأردن يستخدمون الخليويات إبّان قيادتهم للمركبات لإجراء المكالمات وإستقبالها وإرسال الرسائل وإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها.
8. نحتاج تشاركية وطنية منظمة للحد من حوادث المرور والتي باتت مكلفة ومؤثّرة نفسياً وصحياً على الكثيرين، ونحتاج لتطبيق القانون بحذافيرة للحد من المخالفات المرورية، ونحتاج لصيانة طرقنا دورياً، ونحتاج لضبط بعض السلوكيات والأخلاقيات المرورية.
بصراحة: نحتاج لفزعة وهبة وطن وتضافر للجهود كافة لوضع برامج وإستراتيجيات عصرية للتخفيف من حوادث المرور وإنعكاساتها على صورة الوطن.