هذه إحدى إفرازات المأساة في غزة ، التي تتضح معالمها في القتل وأوامر الاخلاء ولكن بصورة تحاول إضفاء الشرعية على الجريمة .
جلالة الملكة رانيا العبدالله لامست كل ضمير حي في العالم ، أثارت الوجدان ، وتحدثت بلغة الألم والأمل ، قالت جلالتها أن أساس الصراع هو الاحتلال غير المشروع ، وبالطبع ما ينتج عنه أعمالا غير شرعية .
ولكن ما هو الأهم هو غياب الضمير والأولوية لمصالح يلخصها العدو :
بالتهجير
والاخلاء
والقتل بلا تمييز
انتهاكات غير مشروعة لحقوق الانسان
وجلالتها تساءلت من خلال معادلات غير متكافئة في هذا الصراع :
توجه نداءات بالاخلاء والمغادرة عبر التلفاز ووسائل الاعلام الاكترونية بينما تقطع الكهرباء عن القطاع ؟؟؟
توجه الناس المدنيين الى مناطق امنة تحددها هي ولكن في الوقت نفسه تقصف هذه الاماكن ؟؟؟
تتذرع بمعاداة السامية والناس بعد لم يتطور لديهم مفهوم السامية وليس لدى العرب أي عداء لها ؟؟
تقول اسرائيل ان المدنيين يستخدمون كدروع بشرية ، ولكن اين هذه الدروع باستشهاد عشرة الاف مدني مقابل أقل من مائة من المقاتلين المسلحين ؟؟
ولكن نخلص الى حقائق تفرضها المعاناة الانسانية لاهلنا في غزة من خلال لقاء جلالة الملكة رانيا العبدالله مع الاعلامية بيكي اندرسون على شبكة سي.إن.إن ، ومنها :
** الشهداء وصلوا الى عشرة الاف ، حوالي نصفهم من الاطفال ""هذه ليست مجرد أرقام، فكل واحد من هؤلاء الأطفال كان يعني كل شيء لشخص ما .
** إسرائيل لا تُمثل جميع اليهود في أنحاء العالم، إسرائيل دولة وهي وحدها المسؤولة عن جرائمها.
** من المؤكد ان الكثير من الناس سيموتون قبل أن يستيقظ ضميرنا الانساني ، وهذا الضمير ماذا يعمل الان وأين هو موجود ؟
** ان حجم العدوان وحشد الالة العسكرية ونوعية وسائل الدمار المستخدم لا تتناسب مع الهدف العسكري مطلقا .
** منع الغذاء والماء والعلاج من أن يصل الى المدنيين هل يتفق مع اي قانون للحرب او أي معاهدة دولية ؟
بكلمات عميقة خاضت جلالة الملكة رانيا العبدالله في كنه المأساة وهي تدعو لوقف اطلاق النار ، وتقول للعالم ان تأييد القضية الفلسطينية لا يعني معاداة السامية ،
ولكن من تفاصيل هذه المأساة نتساءل : ما هي مواصفات المجتمع الفلسطيني القادم في غزة :
شخص واحد بلا عائلة
أو بيت وعمارة بلا سكان مطلقا
لا فرق في العمر فقد يكون الشخص رضيعا او طفلا او كهلا .
ولكن سيكون لدينا ايضا نوع جديد من البشر ايضا هم نسبة من الجرحى باختلاف درجات جراحهم ، هم جرحى بلا عائلات مطلقا ، وسيعيش بمأساتين : جراح واثارها في حسده ، وفقده لعائلته وأثارها في عقله وتفكيره ووجدانه ،
وهنا سيتشكل لنا في المستقبل جيل جديد يحمل اثار الحرب وكل اسباب الانتقام .