سأستغلّ هدنة الحرب على غزة التي أتمنى أن تتوّج بوقف دائم لهذه الحرب الأكبر من قذرة؛ وآخذ أنا هدنة بالكتابة عن الحرب واستأنف يوميّاتي في الجامعة الأردنية كطالب سنة أولى .. والتي وصلنا في فيها آخر مرّة بعد أن اجتزتُ الفصل الصيفي بمعدل "ِA".. ومن المفترض أن تنجح محاولاتي المستميتة بالتحويل إلى آداب اللغة العربية؛ حلمي منذ الصغر الذي رافقني حتى الشيّب الخمسيني..!
في الحقيقة؛ الفصل الدراسي الذي أعيشه الآن وصل نصفه وأعيش امتحانات "الميد".. وحتى أقطع الطريق على المتابعين لهذه اليوميّات والذين يريدون أن يعرفوا ما جرى معي.. لقد تمّ خذلاني ولم يلتفت لي أحد بتحويل تخصّصي.. وضاعت كلّ أحلامي في اللغة العربية.. بعض الجهات التي وعدتني "بطّلت تعبرني" فلم يرد أحدٌ منهم على تلفوني ومسجاتي.. وشعرتُ بأنني "شحّاد" على كل الإشارات الضوئية في الوطن العربي ولكن لا أحد يفتح لي زجاج سيارته رغم أن الكلّ يراني..!
توافق ذلك تمامًا مع ظهور كتلة من الأصدقاء والمحبّين حاصروني بكل المبرّرات أن "العلوم السياسية" أفضل لي وأهيب.. ولأنني لم أستطع التحويل إلى اللغة العربيّة وفشلتُ في ذاك تمامًا.. أقنعتُ نفسي بكل مبررات المحيطين بي وركّزتُ على موضوع "الهيبة" باعتبار أن "ختيارًا" مثلي تنقصه الهيبة بعد كلّ هذا الشيب..!
أدرس الآن العلوم السياسية .. وتمّ طيّ ملف تحويلي للأدب العربي للأبد.. وأعترف بأنني مستمتع بدراسة موادها للآن مع وجود بعض المنغّصات التي لا اٍسطيع ذكرها حتى لا أجلب لنفسي مشاكل الآن أنا في غنى عنها ولكنّني سأرويها في مذكراتي بعد انتهاء دراستي وبشكل مفصّل..!
سأحدثكم في اليوميّات القادمة عن الدكتور جهاد العامري وعن الدكتور محمد أبو رمّان وهما صديقان قبل دخولي أسوار الجامعة.. وسأحدثكم عن الدكتورة شيرا محاسنة والدكتور وسام الهزايمة.. وعن دكاترة آخرين إذا أذنوا لي في ذلك.. وسأحدثكم عن تفاصيل ومفارقات تستحق الوقوف.. فقد بدأ الجد والتعب في التخصص الذي هدّ حيلي ولكنه جميل.. انتظروني..