تابعت الليلة الماضية المؤتمر الصحفي للناطق العسكري لقوات الاحتلال وقد قال فيما قال إنهم في مرحلة استهداف القادة ، وعلى مايبدو انهم يستخدمون استراتيجة الشلل والخمس حلقات . ولكن تطبيق هذه النظريه التي يطبقونها والتي عادة تقوم بها القوات الجويه ، وهي أولوية الاستهداف ، للقادة ، عمليات لإستهداف الضروريات (مثل وقود الآليات، الاتصالات ، مستودعات الاغذيه والأدوية وسلسلة التزويد عليها ). البنى التحتيه ، مرورا بالسكان ، وانتهاء بالقوات المسلحه في الميدان . وعادة ماتطبق هذه النظريه عندما تكون السيادة الجوية للمهاجم ، إن زلة لسان المتحدث باسم قوات الاحتلال ادت الى كشف استراتيجية وآلية العمل وخاصة ان هذه النظرية تطبقها القوات الجوية .
إن ما أود قوله هنا إن هذه النظرية والتي نجحت الى حد ما في العراق من قبل التحالف وذلك لأسباب لايتسع ذكرها هنا ، وحاولوا تطبيقها في الحروب الهجينه (Hybrid Warfare ), مثل الحرب في سوريا وليبيا ، وبعجالة عن الحرب الهجينه هي دع الفرقاء يتقاتلون داخل البلد الواحد مع دعم طرف ضد طرف دون التدخل المباشر بالاقتتال فأنت هدفك تدمير ذلك البلد وليس انتصار اي طرف .
وبالرجوع الى نظرية (warden,s five rings ) باستهداف الحلقات الخمس ، فإن قوات الاحتلال استخدمت هذه النظرية ولكنها فشلت فشلا ذريعا في ذلك وذلك لأسباب عديدة نذكر منها :
١. مع توفر الامكانيات وتحالف دول سواء بالمشاركة الفعلية بالخبراء أو بالعمل الاستخباري الذي لم ينقطع الا أن الحلقة الأولى والخامسة لم تتضرر .
٢ . صغر حجم قطاع غزة نسبيا مع حجم القوات المهاجمة وعدم اكتمال هذه الحلقات لغاية هذه اللحظه .
٣ . طول مدة الحرب وهي مستمره الى هذه اللحظه وقد تكون من أطول حروب إسرائيل التي خاضتها سواء مع المقاومة أو غيرها اذا اعتبرنا ان الانتفاضات ليست بالحروب ، وهي عكس ماعتادت عليه إسرائيل بأن تجعل حروبها خاطفة وسريعه ، ومع ذلك لم تحقق الغاية من استخدام هذه النظرية .
٤ . الخسائر الغير مسبوقة في قوات الاحتلال علما ان تطبيق نظرية الحلقات الخمس تعمل على تقليل الخسائر وذلك للاعتماد على القوات الجوية وتجنب الاشتباك المباشر بالاقتتال.
٥ . عدم وجود ظاهرة تمرد شعبي وعمليات نهب وسلب والتي عادة ما داخل غزة وبرغم الاستهداف الابشع للحلقة الرابعه (السكان) الحاضنة الشعبية، الا ان الولاء للمقاومة في أوجه لابل زاد عن ذي قبل .
٦. عدم تحقيق أهداف العملية وهي تحرير الرهائن بالقوة أو القضاء على حماس وذراعها العسكري.
٧ . طبيعة المعركه في غزة تحتاج إلى علم عسكري جديد ونظريات لم يسبق لها أن طبقت من قبل ، فهي حرب الأشباح والانفاق والعقيد ة والاستشهاد.
٨ . أستيراد خبرات قاتلت بالفلوجة والموصل والاعتماد عليها مع عدم فهمهم الكامل بطبيعة قتال المقاومة المنظمه ، موحدة القيادة ، تمتلك أوراق ضغط ( الرهائن ) ، خيارها الوحيد النصر واصرارها عليه.
إن إعلان الناطق الرسمي بأن جيش الاحتلال الان بمرحلة استهداف القادة يقفز الى النهاية ليبحث عن العثور على اي مستوى من قيادة المقاومة واغتياله ، ويعلن عن نصر ويعود للهروب الى التفاوض والخلاص من هذا المأزق الذي ورط نفسه فيه ، نتيجة التعنت وتصفية حسابات داخلية ، حيث سيكون الحساب عسير للقادة المسؤولين من دولة الاحتلال عن السابع من أكتوبر.
تاركا للقراء والمهتمين بهذا الشأن إضافة اي سبب لفشل قوات الاحتلال لتحقيق أهداف هذه الحرب حتى الآن.