ليست غزة هي التي اوجدت حالة استنفار اردني بالمبادرة في تقديم كل اشكال العون الانساني وفتح المستشفيات العسكرية في مناطق القصف والقتل ، ليست غزة وحدها والتي يمارس الاردن تجاهها دورا انسانيا بكل القدرات رغم محدودية الموارد ، ولكن ليس للاردن حدودا في مفهوم العروبة والنخوة ابدا والتي تظهر في التضحيات التي يبذلها وهو على مخمصة بالتأكيد .
و لا زلنا نراوح التحليل والتفكير فيما يجري على الحدود الشمالية ،
والسؤال الكبير : من اين هذه الفئات التي تستهدف الحدود الشمالية الاردنية ؟
وهل غاياتها التهريب فحسب؟
ولماذا كان هذا التوقيت ؟
اليست فئات تدرك الوضع في غزة وان الجهد العربي يتجه لتعزيز صمودها وتقديم العون لها ؟
هل القصد تشتيت الجهد الاردني الذي يكاد يكون الوحيد المشارك في خضم حرب غزة ويهدف الى مساعدة المدنيين ؟
من هم وراء هذه الفئات ؟
وما هي علاقتهم وموقفهم من الحرب على غزة ؟
وكأنني ارى انهم من أعوان الصهيونية وممن يريدون تخفيف الضغط على جيشهم وهو يتعرض لمقاومة شرسة فاعلة في غزة ،
أو انهم يريدون تحويل الانتباه والاهتمام الاعلامي عن مأساة الجيش الاسرائيلي وتخبطه في غزة الى الجبهة الاردنية ،
أو انهم يريدون خلق حالة من البلبلة الداخلية تعززها بعض منشورات مواقع التواصل المغرضة التي تنشر امورا ملفقة واتهامية لا أساس لها من الصحة ،ولا أحد يمكنه أن يصدقها لأنها غريبة جدا عن الفكر والنخوة والصحوة الاردنية وعن طبيعة الاردنيين وتفكيرالذي لا يخرج عن نطاق الوطنية والعروبية .
ما يجري على الحدود الشمالية هي حرب وليست بالجديدة ، انما الجديد هو تكثيفها وتقارب الفترات بين هجماتها ، ويعلم المهاجمون ومن خلفهم أن الجيش العربي الاردني لا يحتاج الى اختبار مطلقا ، وأن هذا الجيش في كل تاريخه يقف على بوابة العروبة الصادقة ويعرف أن السلاح بيده هو لخدمة العرب وقضاياهم .
ونتساءل : لماذا هذا السلاح ومحاولات تهريب الاسلحة والمخدرات من هذه الفئات ونحن بحاجة لها في مواقع العروبة والدفاع عن الوطن ضد كل اشكال الاخطار ؟
نتابع بكل ثقة واطمئنان أداء جيشنا العربي الاردني في كل مكان ، وهو الان في الحدود الشمالية والشرقية بذات القوة والهمة العلياء لا يأبه لحجم الخطر أيا كان ،
هو الجيش العربي الاردني المصطفوي بقيادته الهاشمية الساهر على الامن بعزيمة فولاذية وتصميم .
كل ما يجري متوقع من زمن ، طالما فشلت كل محاولات التهريب والتسلل الى داخل الاردن ، وهم يطورون الشر ولكن الخير يتطور بصورة أقوى ، وسيبقى سلاح الجندي الاردني معول بناء لرفعة هذا الوطن وحماية مكتسباته ومجتمعه .