تشهد الساحة السياسية في السودان تحولات هامة ومستجدات تتسارع وذلك في ظل تأثيرات متعددة تشمل التحولات السياسية والاقتصادية، والمصاعب التي تعصف بالبلاد، يبدو أن السودان يعيش فترة حاسمة تتطلب جهوداً جماعية للتصدي للتحديات.
في السياق السياسي، شهد السودان انقلاباً عسكرياً في عام 2019 اذ أسفرت التظاهرات الشعبية عن إطاحة بالرئيس السابق عمر البشير ومع ذلك تبدو الأمور معقدة حالياً مع تصاعد التوترات الداخلية وتشكل الحكومة التي تديرها القوات العسكرية تحديات كبيرة لتحقيق الاستقرار.
فيما يتعلق بالاقتصاد يواجه السودان تحديات هيكلية تشمل انهيار النظام المالي والاقتصادي السابق إضافة إلى تأثيرات سلبية ناتجة عن العقوبات الاقتصادية السابقة، يتطلب إعادة بناء الاقتصاد تدابير جادة لتحسين التشغيل وزيادة الاستثمارات وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
من ناحية أخرى يظهر السودان بواجهة تحديات إنسانية خطيرة حيث يتعرض الكثيرون للفقر ونقص التعليم والرعاية الصحية، تتطلب هذه القضايا الاهتمام الفوري والجهود الدولية لتوفير المساعدات والدعم للمتضررين تحتاج السودان إلى جهود مشتركة لتجاوز الأوضاع المضطربة والبناء نحو مستقبل أفضل، يتطلب ذلك تعزيز التفاهم بين كافة الأطراف المعنية وتشجيع الحوار والتعاون الدولي لدعم عمليات الإصلاح وتحسين الظروف المعيشية و تجنب زيادة عدد القتلى من المواطنين الأبرياء.
بالإضافة إلى ذلك يواجه السودان أزمة إنسانية حادة تتمثل في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات من هذه القوات المتنازعة على السلطة ويجب توجيه اتهامات بارتكاب هذه الجرائم بحق الأبرياء وتوقيف تفاقم الوضع الإنساني المأساوي، تعتبر جرائم الاغتصاب أمرًا مدانًا دوليًا ودينيا وتشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذه الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، يتطلب ذلك تعزيز نظام العدالة الجنائية وتوفير الحماية الأبرياء.
يجب على المجتمع الدولي ان يلعب دورًا حاسمًا في دعم السودان في مواجهة هذا التحدي، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو ضغط دبلوماسي لتحسين حقوق الإنسان، يتعين على الجهات الإنسانية والدبلوماسية الضغط من أجل فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين فقد وصل الحال بالنساء إلى السؤال: هل يحاسبني الله اذا قتلت نفسي فِراراً من الاغتصاب ؟ أين أصبح هذا العالم و أين البشرية التي تدعي الإنسانية في مثل هذه الأمور عن مكافحة العنف الجنسي وأين تشجيع ثقافة المساواة و منظمات حقوق المرأة التي لا اجدهم إلا في حالات السكون وعند المُصيبة الجميع يشاهد من خلف الشاشات ، فيمكن للمنظمات غير الحكومية والأفراد الملتزمين الحقيقين بحقوق الإنسان لعب دورًا هامًا في هذا السياق من خلال تعزيز الوعي وتقديم الدعم للضحايا، لتحقيق التغيير الفعّال يجب أن تتحد جهود الحكومات والمجتمع المدني والمجتمع الدولي لتوفير بيئة آمنة وعادلة للنساء والفتيات في السودان حيث يحق للجميع العيش بحرية وكرامة.
فحسب وليام كارتر مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان فإن " 6,6 مليون لاجئ و نازح للان في السودان وهي تُعد أكبر أزمة نزوح في القارة الأفريقية و ربما في العالم".
فبعد ثمانية شهور على النزاع من أجل السلطة فإن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن فأين يذهب المواطنون الأبرياء ؟ أكثر من مليونان مواطن مهددون بالجوع ، الأدوية في تناقص مستمر وانعدام الأمن جعل المدينة التي أصبحت كمدينة الأشباح أشبه بسجن لكل ساكنيها و الأطفال في رعب مستمر .
أين العدالة وأين الإنسانية في هذا العالم المنافق؟.