أنهيتُ امتحانات "الفاينل"؛ لم تكن كما أريد.. دخلتها بنفسية محطّمة لأسباب لا دخل للدراسة فيها.. بل لأسباب تتعلّق بشؤوني الأخرى واشتباكاتي مع الحياة.. المهم الفصل انتهى وعدّى وبانتظار التجاميع النهائية لكلّ مادة.
عندما كتبتُ في الجزء السابق عن فشل لقائي الثاني برئيس الجامعة؛ أرسلتُ له على الواتس وأجابني سريعًا وحدّد لي موعدًا ثالثًا.. كنتُ في الغور؛ ممّا يعني عشر ليرات بنزين .. وفي سبيل اللقاء وبحث المواضيع العالقة لا يهمّ وبلاش برطعة ثلاثة أيّام..!
وصلتُ على الموعد.. وحصل بيني وبين مدير مكتب الرئيس كما حصل في المرّتين السابقتين.. للمرّة الثالثة على التوالي؛ يمسك مدير المكتب القلم ويسألني عن اسمي ويطلب رقم تلفوني ويطلب منّي أن أبقى في الجامعة هذا اليوم ليتصل بي.. وحينما قلت له هذه المرّة: لكنك لا تتصل وأنا أنتظر على الفاضي.. أجابني بكل شفافية ومهنية وعلميّة وبكل صدق: نسيت..!! قاتل الله النسيان الذي يتكّرر مع المسؤولين بخصوصي.. ولكنني هدأتُ وحمدتُ الله لأن النسيان من شروط تعيين مدارء مكاتب المسؤولين.. أصلًا مدير أي مكتب يأخذ دورة في النسيان ولا يطبقها إلّا عليّ ولي الشرف والفخر بهذا التطبيق..! لذا؛ قرّرتُ عدم إعطاء اسمي في المرّة الرابعة وعدم إعطاء رقم موبايلي.. وعلى الأغلب يمكن أن أرفض أنا اللقاء من باب: من أنا ومن أكون؟ ما أنا إلّا رجل لا قيمة له عند مدراء المكاتب والدليل أنهم ينسونه بمجرّد الوصول للأسانسير..! عاش النسيان عنصرًا فاعلًا في بناء الهدم ..!
بتُّ على قناعة أن ما أريده من معالي رئيس الجامعة لن أحصل على واحدٍ منه لأن هناك تدخّلًا إلهيًّا شكّل لي مؤشّرًا واضحًا.. وهو نسيان مدير مكتبه لي رغم أخذه لاسم ورقم موبايلي ثلاث مرات متتالية وكتابتهما على ورق الذاكرة..!
لا أريد أن أطيل عليكم في هذه الحلقة.. وأفكّر عمليًّا بأن أبحث عن عمل لدى أي مسؤولٍ يريد مدير مكتب "نسّاي".. فأنا خير من ينسى وخير من "يفلسع" المواعيد.. وعلى استعداد أن أحلف أغلظ الأيمان على ذلك..!
انتظروني لأكمل لكم مفارقاتي في الجامعة على شيب الخمسين..!